اختيرت خمس مشاريع لفرق مغربية للظفر بجوائز أفضل المشاريع العربية الموجهة لوباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19′′ ، وذلك من أصل 6 جوائز أعلن عنها في الحفل الختامي للمسابقة العلمية "هاكاتون عن بعد" ، التي جرت من 5 إلى 11 يونيو الجاري عبر شبكة الأنترنيت. وأفادت فوزية زين الدين الرئيسة المؤسسة للجمعية المغربية للنبوغ (الجهة المنظمة) في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن النتائج المحصل عليها في هذه المسابقة، المنظمة برعاية من الشركة المغربية إينوفاتيل أنجنيرين (مكتب للدراسات والهندسة) ، فاقت كل التوقعات ، حيث استرعت في مجملها باهتمام لجنة التحكيم الدولية التي واجهت صعوبة كبيرة في عملية الانتقاء واضطرت في الأخير إلى رفع عدد الجوائز المقترحة بإيعاز من باقي الشركاء من 3 إلى 6 جوائز. و أشارت إلى أن جائزة الفريق المغربي الأول، من بين الفرق العربية ال 16 المتبارية في هذه المسابقة، كانت من نصيب مشروع" mechanical ventilation" لتصميم وإنجاز جهاز تنفس ميكانيكي بمميزات تستجيب للمعايير الطبية العالمية، وهو الأول من نوعه المزود بتقنية الاتصال عن بعد بواسطة تطبيق يحمل على الهواتف الذكية لتقليص مدة التدخل الطبي والتقليل من احتمال إصابة الطاقم الطبي بالعدوى. وتتمثل هذه الجائزة في استفادة الفريق الفائز من فترة تدريبية لثلاثة أشهر مؤدى عنها من طرف الراعي الرسمي للهاكاتون ، فضلا عن العمل على إخراج النموذج المعد للتصنيع في صيغته النهائية. أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب مشروع يحمل اسم «DATA TAC» ، وهو عبارة عن سوار إلكتروني يخول للمعالج إمكانيه التتبع عن بعد للوضعية الصحية لحامليه من مرضى كوفيد 19 ، وذلك من خلال تطبيق يمكن تحميله على الهواتف الذكية يساعد على تنبيه السلطات المعنية ودفعها الى التدخل العاجل في حالة تجاوزت حرارة المستخدم 39 درجة ، أو عند انخفض نسبة تركيز الأكسيجين في دمه أو حصول اضطرابات في نبضات القلب أو خروج المصاب عن منطقة احتوائه. تهم هذه الجائزة مجموعة من الخدمات المسخرة لفائدة هذا المشروع المتمثل في ضمان التمويل ودراسة الجدوى والتكوين والكوتشين ، فضلا عن مواكبة المقاولة الناشئة لمدة سنة من طرف مكتب مغربي للاستشارة والاستثمار في الأعمال الاقتصادية. أما الجائزة الثالثة، والتي سيحظى صاحبها بالاحتضان والمواكبة من طرف مختبر للمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالدار البيضاء، فتخص مشروع «HEALTH RECORD FILE» وهو عبارة عن تطبيق ل"سجل صحي رقمي" يروم مساعدة المتدخلين الطبيين في تشخيص حالة المريض بسهولة من خلال الاطلاع عن مسار تاريخيه الصحي المدون عند كل زيارة طبية يقوم بها. وإلى جانب هذه الجوائز الرسمية الثلاث المحددة سلفا لهاكاتون المشاريع العربية المفتوحة المصدر، فقد تم إحداث ثلاث جوائز أخرى للاستحقاق (coup de coeur ) وذلك للتحفيز على مزيد من الابتكار وخلق روح الحماسة بين المتبارين، حيث فاز صاحبا مشروع "RE-mask " القناع المتعدد الاستعمالات ، بالمركز الرابع(جائزة الاستحقاق الأولى) وهي عبارة عن رزمة من الخدمات المتنوعة التي تقدمها الشركة التونسية ( shestarts africa ) التي تعنى بدعم المقاولات الناشئة على المستوى الافريقي. وفيما يتعلق بالمركز الخامس (الجائزة الثانية للاستحقاق) فقد كان من نصيب مشروع "QUEURONA " لفريق من دولتي فلسطين والاردن، الذي سيعرض على منصة خاصة بالابتكارات العالمية لمدة سنة لدى شركة إسبانية بهدف البحث على المستثمرين. أما المركز السادس (اي جائزة الاستحقاق الثالثة )، المتمثلة في احتضان المشروع من قبل المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، فقد عادت إلى الفريق المغربي صاحب مشروع " M -DOCHELP "، وهو عبارة عن روبوت مزود بنظام للتحكم عن بعد يساعد الطبيب على تتبع حالة المريض من حيث ارتفاع درجة الحرارة واضطرابات نبضات القلب والنتفس ومراقبة الضغط الدموي، وعبر هذه الآلة يمكن أيضا التواصل فيما بينهما بالصوت والصورة فضلا عن توزيع مواعيد الأكل والدواء ومباشرة خدمة تعقيم الارض وتحليل نسبة الرطوبة في الهواء لتجنب انتقال العدوى للطبيب . وقد تميزت دورة هذه السنة ( النسخة الأولى ) بإصدار سلسلة من التوصيات تدعوا الى تثمين مبادرة "هاكاثون عربي عن بعد" مع المحافظة على تنظيمه كل سنة، وخلق شبكة للتواصل بين جميع المشاركين فيه وكذا دعوة الشركات العربية للانفتاح على الطاقات العربية وفسح المجال أمامهم للمشاركة الفعلية في تفعيل دورالشباب العربي في التنمية الاقتصادية، مع حث الحكومات العربية على دعم مثل هذه المبادرات ليتم من خلالها دعم جميع المبتكرين وانشاء صندوق عربي بالمغرب لتمويل المشاريع الابتكارية ، ثم تثمين عمل الورشات المعرفية والتفكير في تنظيمها مستقبلا بطريقة منتظمة عبر التقنية الافتراضية virtual. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة العلمية، المنظمة تحت شعار:" الابتكار العربي في مواجهة كوفيد 19′′، استهدفت بالأساس ثلة من الطلبة المهندسين والتقنيين العرب الحاملين لمشاريع كحلول ناجعة في مواجهة هذا الوباء في مجالات مختلفة بما فيها التعليم والصحة والهندسة الصناعية والطباعة الثلاثية الأبعاد والبيئة. وضمت لجنة تحكيم أساتذة أكاديميين دوليين، وخبراء مغاربة وعرب متخصصين في المجالات المذكورة، ومن بينهم رئيسة الشبكة العربية للابتكار غدير صيام ( محاضرة بجامعة كمبريدج ببريطانيا ) ، وأيوب بريدي ( باحث وعالم بالجينات السرطانية بلندن ) ، ومحمد طباع ( مدير مختبر fablab بمدرسة المهندسين بالدارالبيضاء) ، وربي زايد ( من جامعة الأردن ) ، وفارس أحمد ( مدير شركة صنع الأفكار بالأردن) . ولمواكبة ومصاحبة الفرق المتبارية في إعداد مشاريعها ، ومن أجل إنجاح هذه المسابقة، المنظمة بشراكة مع المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالدار البيضاء والمدرسية العليا لأساتذة التعليم التقني وبتعاون مع جامعات عربية، تم تشكيل لجنة من الموجهين مكونة أساسا من الأساتذة التقنيين من ذوي الخبرة.