بعد واقعة سفيرة فرنسا بالرباط، أصبح سفير المغرب بباريس ورئيس لجنة النموذج التنموي الجديد، شكيب بنموسى في ورطة حقيقية. فقد تحول موضوع بنموسى وسفيرة وفرنسا، إلى قضية رأي عام وطني، خاصة وأن الأمر يتعلق بتقرير سيادي يفترض أنه سيرفع إلى الملك لإطلاع عاهل البلاد أولاً على خطوطه العريضة دون غيره. مغاربة ومتتبعون بينهم إعلاميون وسياسيون، إستغربوا ما أقدم عليه شكيب بنموسى، المعروف بحنكته السياسية والدبلوماسية، ليقع في خطأ جسيم من هذا الحجم. إعلاميون مغاربة ووزراء سابقون، عبروا عن إستيائهم من تصرف بنموسى، معتبرين أن ذلك إساءة لسيادة المملكة يتوجب معه إتخاذ أعلى سلطة في البلاد قراراً بإعفائه من مهامه. وزير السياحة السابق ‘لحسن حداد' كتب في تغريدة له على حسابه في تويتر، أنه لا يفهم كيف يتوجه بنموسى لإستشارة سفيرة فرنسا حول أمر يخص الشأن الداخلي للمغاربة. الاعلامي ‘مصطفى بن الراضي' كتب في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك، أن تغريدة سفيرة فرنسا بالمغرب تعتبر إهانة للمغرب. ويضيف المتحدث أن "ما أقدم عليه بنموسى يجعلنا نفهم بأن بعض مسؤولينا لازالوا يعيشون ‘قابلية الاستعمار' ويرون أن المغرب قضية فرنسية أيضاً". الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي ‘خالد بكاري' كتب في تدوينة له، أن تغريدة السفيرة الفرنسية، يوحي بأن بنموسى كان مطلوباً منه تقديم هذا التقرير لرئيسة البعثة الدبلوماسية الفرنسية. من جهته، وصف الاعلامي مصطفى الفن، ما غردت به السفيرة الفرنسية بإيحاءات عن كونها مقيمة عامة وليست سفيرة. وانتقد ذات الصحافي، تقديم بنموسى تقريراً لسفيرة دولة أجنبية في الوقت الذي كان مفروضاً منه تقديم ذات التقرير الى الملك الذي كلفه بذلك. كما اعتبر ‘محمد البوكيلي' الباحث في العلوم السياسية، أن ما إقترفه ‘بنموسى' خطيئة تمس السيادة المغربية، فيها كثير من قلة الاحترام التكليف الملكي".