تمثل الأجيال الشابة حاليا جزءا مهما من الساكنة المغربية المقيمة بالخارج، لا سيما في الدول التي شهدت الهجرة الأولى، كفرنساوبلجيكاوهولندا، وبنفس القدر يتزايد بروزهم بشكل مستمر وواسع في دول الهجرة الأكثر حداثة كإسبانيا وكندا والولاياتالمتحدةالأمريكية وإيطاليا، مما يطرح تساؤلات بخصوص مستقبل وتطلعات هذه الأجيال، ومن أجل ذلك يعمل مجلس الجالية المغربية بالخارج على تبني كفاءات وميولات هذه الشريحة بإحداث لقاءات وندوات عالمية من خلالها يستطلع خبايا هذا الجيل الذي يتسم بتعدد المسارات والتطلعات كل حسب انتمائه . وتقام هذه اللقاءات خصوصا لأجل هؤلاء الشباب ذوي المواهب المتعددة لتوفر لهم فضاءات لتبادل الخبرات والتجارب بين الشباب المغربي المنخرط فعليا داخل الوطن وخارجه، وكذلك من أجل تمتين علاقة الشباب المقيمين بالخارج مع المغرب على المستوى الاجتماعي والثقافي لكي يظل الترابط قائما بينهم وبين وطنهم حتى وإن كانوا يعيشون بعيدا عنه واكتسبوا مواطنة جديدة في بلد الإقامة . ويعتزم المجلس من جديد تنظيم معرض فني بمراكش بعنوان "أصداء" سيجمع فنانين معاصرين من مغاربة العالم، وذلك في إطار المعرض الدولي الأول للفن العصري المعاصر بالمغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الفترة الممتدة من 7 أكتوبر إلى 7 دجنبر من السنة الجارية 2010. ويهدف هذا المعرض الذي يشكل سابقة من نوعها، إلى تكريم، خمسة عشر فنانا من أصل مغربي معروفين على الصعيد العالمي : عزيزة العلوي (المكسيك)، وفاء أحلوش الكرياستي (هولندا)، محمد الزبيري (الولاياتالمتحدة)، شروق حريش (فرنسا)، شريف بنحليمة (بلجيكا)، فؤاد بلمين (فرنسا)، هشام بن أحد (فرنسا)، محمد الباز، (فرنسا)، ليلى السعيدي (الولاياتالمتحدة)، منير الفاطمي (فرنسا)، بشري خليلي (فرنسا)، نجية المهادجي (فرنسا)، مالك نجمي (فرنسا)، إلياس السلفاتي (إسبانيا)، عبد الرحيم يامو (فرنسا). كما يراهن معرض "أصداء" على تسليط الضوء على الروابط الجغرافية والثقافية وكذا العاطفية التي تميز إبداعات هؤلاء الفنانين الذين استطاعوا بمختلف الوسائل التعبيرية (لوحات، صور، أشرطة فيديو، صور فوتوغرافية) خلق أعمال تربط بين ثقافاتهم، وتبرز صدى التداخل الإبداعي بين المغرب والعالم. وسيرافق هذا المعرض، تقديم دليل حول المعرض باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى شريط وثائقي حول الفنانين المشاركين، سيتم عرضه في متحف مراكش. ويعتبر مندوب المعرض، إبراهيم العلوي، وهو المدير الفني لمعرض مراكش الفني، ومهندس ثقافي، من أبرز الأسماء على الصعيد الفني، حيث سبق أن أدار متحف معهد العالم العربي بباريس، لعشرين سنة، نظم خلالها العديد من المعارض الفنية. كما انه عضو اللجنة الاستشارية للأعمال الفنية التابعة لليونسكو، وعضو بالجمعية الدولية لنقاد الفن AICA، ومستشار خبير لدى العديد من المؤسسات والمنظمات الفنية. وسيقدم كل من المشاركين إبداعاتهم حسب السمة المميزة لمسارهم الفني الذي درسوه في المهجر أو امتازوا به وأحبوه وأبدعوا فيه، كالأفلام القصيرة والرسم التشكيلي والشعر والتصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية، ولقد أريدَ من هذه اللقاءات أن تسمح بمقاربات احتفالية وإخبارية مفعمة بالحركية ومنفتحة على الواقع المغربي وعلى العالم الذي يعيش فيه الشباب المغاربة بالخارج، وعرض التجارب والتبادل بين الشباب داخل المغرب وبين نظرائهم المنحدرين من أصول مغربية مهاجرة .