قامت منظمة الصحة العالمية، امس الجمعة، باخراج مبادرة عالمية تستهدف رفع وثيرة العمل على الأدوية والاختبارات واللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، ومشاركتها مع باقي دول العالم المتضررة من هذا الوباء. واحتشد قادة العالم خلف الأممالمتحدة، يوم الجمعة، في مبادرة لمساعدة أكثر الدول هشاشة وضعفا، للحصول على أدوات تشخيص ولقاحات وعلاج لفيروس كورونا، فور توافرها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن " إطلاق مبادرة تعاون عالمية رائدة ومحدودة زمنياً لتسريع وتيرة التطوير والإنتاج والإتاحة المنصفة على الصعيد العالمي للتكنولوجيات الصحية الأساسية الجديدة المتعلقة بكوفيد-19″. وقالت المنظمة أنها ستعجل بتعزيز النظم الصحية والقدرات المستدامة للتمكّن من إيصال الأدوات الجديدة لمواجهة كوفيد-19 إلى من يحتاجون إليها، وللتخفيف من الآثار الجانبية المباشرة لهذا المرض على الأمراض الأخرى. وتعهدت منظمة الصحة بعدة التزامات، من أجل القضاء على كوفيد-19، ضمن مبادرتها الجديدة. هدف واحد قالت المنظمة أنها تلتزم بالهدف المشترك المتمثل في إتاحة الأدوات المبتكرة لمواجهة كوفيد-19 شإتاحةً منصفة للجميع على الصعيد العالمي. كما أكدت المنظمة أنها تلتزم بمستوى غير مسبوق من الشراكة القائمة على إشراك أصحاب المصلحة بشكل استباقي، وتوحيد الصفوف وتنسيق الجهود، والبناء على أوجه التعاون القائمة، والابتكار الجماعي للحلول، وبناء شراكة على أسس راسخة من الشفافية والعلم. وقالت المنظمة أنها "تلتزم بإيجاد صوت موحّد قوي لتحقيق أقصى تأثير، وندرك أن ذلك لا يتحقق من خلال سلطة واحدة لصنع القرار، بل بالأحرى من خلال سلطة جماعية لحل المشاكل، وبالترابط والشمول، حيث يمكن لجميع أصحاب المصلحة أن يتواصلوا ويستفيدوا من الخبرات والمعارف والأنشطة التي تتيحها هذه المنصة المشتركة العملية المنحى". وأشارت منظمة الصحة إلى أنها ستبني على التجارب السابقة لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك ضمان تنفيذ كل نشاط نقوم به من منظور عدسة الإتاحة العالمية المنصفة، وإسماع أصوات المجتمعات الأكثر تضررا. تحمل المسؤولية وتعهدت المنظمة بتحمل المسؤولية أمام العالم والمجتمعات المحلية، وأكدت أنها "تجتمع صفاً واحداً معاً بروح التضامن وخدمة الإنسانية، من أجل تحقيق رسالتنا ورؤيتنا". وطلبت منظمة الصحة من المجتمع العالمي والقادة السياسيين دعم هذا التعاون التاريخي، وطلبت من الجهات المانحة توفير الموارد اللازمة للتعجيل بتحقيق أهداف هذا التعاون العالمي، والاستفادة من الفرصة التي تتيحها الحملة المتجددة لإعلان التبرعات التي ستبدأ يوم 4 مايو 2020. وقال رئيس منظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مستضيفا مجموعة من القادة في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة: "هذا تعاون تاريخي للإسراع بتطوير وإنتاج وتوزيع عادل للقاح وأدوات العلاج والتشخيص. التزامنا المشترك هو من اجل ضمان حصول الجميع على كل أدوات القضاء على كوفيد- 19". وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى فجوة تمويل بقيمة 8 مليارات يورو لبرنامج لقاح كوفيد-19، وحثت الدول والقطاع الخاص على المساعدة في سد الفجوة. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي يتولى واجبات رئيس الوزراء بوريس جونسون فيما يتعافى من فيروس كورونا، إنه "فقط من خلال التعاون معا والحلول الجماعية، سنتمكن من التغلب على هذا الفيروس… ولهذا المملكة المتحدة فخورة بدعم منظمة الصحة العالمية بكل تحركاتها." كان المسؤولون في الولاياتالمتحدةوالصين قد تبادلوا الاتهامات المحيطة بالتفشي، والتعاون الدولي. فقد اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية بعدم القيام بما يكفي للتنديد باستجابة الصين فيما بدأ التفشي في مقاطعة هوبي قبل أكثر من أربعة أشهر. وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو قوة مؤثرة وراء المبادرة، إنه يأمل في أن تساعد المعركة ضد كوفيد-19 في مصالحة الصينوالولاياتالمتحدة لأنه لا يمكن أن يكون هناك "انقسام" عندما يتعلق الأمر "بالانتصار في المعركة." وحث ماكرون قادة أكبر اقتصادات العالم على "أن يظهروا للعالم أنه من الممكن النجاح عندما نكون جميعا معا ونوحد قواتنا." وأضاف أن مبادرة منظمة الصحة العالمية يجب أن تعتمد على دعم الأنظمة الطبية بفعالية في أنحاء العالم، وإتاحة الفحوص بما يشمل الدول الأكثر هشاشة واستثمار المزيد في تطوير علاجات ولقاحات. وشدد ماكرون على أن اللقاحات، عند اكتشافها، يجب إتاحتها "في أسرع وقت ممكن في كل مكان لكل الشعوب، ومنها الأكثر ضعفا." إلى ماذا تهدف المبادرة؟ وجاء في وثيقة لمنظمة الصحة العالمية أن تقرير "الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد- 19" يرمي إلى المساعدة في تطوير أدوات "في وقت قياسي وبمعدلات قياسية وقدرة وصول قياسية" لإنقاذ ملايين الأرواح، وتريليونات الدولارات، والعودة الى الحياة الطبيعية في العالم. وترمي هذه الجهود الى ضمان تطوير وإنتاج وتوصيل اللقاح والعلاجات والتشخيص لدى توافرها لكل الدول سواء كانت كبرى او صغري، غنية أو فقيرة. ويجمع المشروع معا حكومات دول والأممالمتحدة وشركائها، ومنظمات إغاثة إنسانية، إضافة الى شركات وجمعيات خيرية، أبرزها مؤسسة بيل وميلندا غيتس. وأصاب كورونا الملايين وأدى الى وفاة اكثر من 192 الفا، وفق إحصاء جامعة جونز هوبكنز يوم الجمعة.