بعد مسلسل الشكايات والوقفات التي نظمت أمام المستشفى الإقليميبتيزنيت، مُناصرة لطبيب جراحة الأطفال المهدي الشافعي، الذي يشكو من “حيف إداري”، ارتأى هذا الطبيب تقديم استقالته إلى وزير الصحة، أنس الدكالي، يُبلغه فيها عزمه على الرحيل عن وزارة الصحة، بسبب ما أسماه “المشاكل الإدارية والتعسفات غير القانونية”، التي واجهها منذ استلامه مهامه، مما انعكس سلبا على أوضاعه العائلية والصحية، وأورد في مقاطع فيديو أنه تعب من تحمل ما لا يطاق من تهديدات بالسجن، رغم أنه يقوم بواجبه على أكمل وجه، داعيا مدير المستشفى وسكان إقليمتيزنيت إلى تحمل المسؤولية. وزاد: “إيلا مقبلش عليّ المغرب نمشي للخارج”. قرار استقالة “طبيب الفقراء”، كما تصفه ساكنة مدينة تيزنيت، أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن نشطاء بالمدينة عزمهم تنظيم وقفة احتجاج، اليوم الأربعاء أمام المستشفى الإقليمي، مطالبين الطبيب بالعدول عن استقالته، بسبب “أبنائهم الذين لا يجدون سبيلا للعلاج أمام غياب الأطباء بالمستشفى، واضطرارهم، في أحيان أخرى، إلى الذهاب إلى المصحات الخاصة، نظرا لضعف التجهيزات الطبية”. التدوينات التي تناسلت بشكل كبير اعتبرت “الطبيب بطلا منقذا لأرواح الآلاف من الأطفال، إذ يقوم بعشرات العمليات الجراحية لصالح الأطفال في اليوم، ويكون أول الملتحقين وآخر المنصرفين من المستشفى، كما يتحمل مسؤوليته كاملة في مداواة الأطفال، دون مقابل، عكس العديد من الأطر الطبية الأخرى التي تستنزف جيوب الآباء”. وفي هذا السياق، قال عبد اللطيف آيت حماد، فاعل مدني بمدينة تيزنيت، إن “الوضع الصحي بالإقليم جد سيء، حتى قبل مجيء الدكتور الشافعي، وسبق أن شُكلت تنسيقيات للدفاع، ودق ناقوس الخطر بخصوص الوضع، لكن الحال ظل كما هو دون تغيير”. وأضاف آيت حماد، في تصريح صحفي، أن “الدكتور الشافعي فجر قضية المستشفى الإقليمي، في سابقة تؤكد ما يسجله الفاعلون المدنيون بالمدينة فيما يتعلق بالوضع الصحي”، مشيرا إلى أن “المستشفى الإقليمي لم تعد طاقته الاستيعابية تحتمل المرضى المتوافدين عليه من مختلف مناطق الإقليم، بسبب ضعف المعدات وقلة الأطباء”. وزاد الجمعوي نفسه أن “الأطباء يرمون الكرة في ملعب وزارة الصحة التي لم تجهز المستشفى بالمعدات اللازمة”، معتبرا هذه الخطوة المهتمة بالعتاد “شرطا أساسيا لإنقاذ المرضى من الوضعية الكارثية للمستشفى، الذي أصبح من اللازم على الوزارة اعتباره خاصا بمدينة تيزنيت وليس بالإقليم كاملا”. وتعرف مدينة تيزنيت منذ ما يربو عن النصف سنة احتقانا كبيرا بسبب ضعف خدمات المستشفى الإقليمي، وبسبب الشكاوى المتكررة للطبيب المهدي الشافعي بخصوص التضييقيات التي تمارس عليه من طرف إدارة المستشفى، بسبب عدم انخراطه في لوبي يُتاجر بالأوضاع الصحية في المدينة، على حد تعبيره.