اعترفت أكثر من 120 دولة مشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا المنعقد في مراكش المغربية بالائتلاف الوطني السوري المعارض "ممثلا وحيدا للشعب السوري". وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني خلال مؤتمر صحفي بعد اختتام المؤتمر "اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد" للشعب السوري.
وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري، عشرات الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى ممثلي المعارضة.
ولقاء مراكش الذي يعقد اليوم الأربعاء، هو الأول منذ الاجتماع الذي أعلن خلاله عن توحيد المعارضة السورية.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مراكش، إن الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل "تقدما حقيقيا". وأضاف أن "النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة". وتابع هيغ "في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الإنسانية".
وفي مراكش أيضا، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أن بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وقال "اقترحت على الائتلاف فتح ممثلية في بروكسل"، موضحا أن بلجيكا مستعدة أيضا "لاستضافة مؤتمر لأصدقاء سوريا أو اجتماع لحكومة انتقالية إذا شكلت بسرعة".
وأضاف أن "السفارة السورية في بروكسل لن تغلق" لكن "يمكن إقامة مكتب ثان" يمثل المعارضة في العاصمة البلجيكية. وأوضح أن فتح هذه الممثلية "يمكن أن يسهل من وجهة نظر لوجستية" الاتصالات بين المعارضة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول التي لم تعترف بعد بالائتلاف إلى الاعتراف كل على حدة به. وقال "نفعل ذلك بشكل عام لكن يجب أن يعترف كل منا في بلده إذا لم يكن ذلك قد تم بعد".
وستعقد المجموعة اجتماعها المقبل لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في إيطاليا، كما أعلن الوزير المغربي، دون تحديد موعد.
وكان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب دعا بكلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، المجتمع الدولي بالقيام بواجباته لوقف المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، والذي قال إنه "ما زال يُقصَف بطائرات الميغ بشكل متوحش".
ودعا الخطيب العلويين إلى شن حملة عصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي لهذه الأقلية، قائلا إن "الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها، وابدؤوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا". وحمّل الخطيب روسيا المسؤولية الكاملة في حال استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، كما طالب إيران بسحب خبرائها من سوريا. وخلال كلمته أمام المؤتمر، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إن أهمية هذا المؤتمر تأتي من أنه جاء "بعد أن توحدت المعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري ونبذت خلافاتها وجسدت بحق إرادة الشعب السوري في ظل عهدها الجديد الذي تلوح معالمه في الأفق". وقال إن المجتمع الدولي أكثر استعدادا اليوم للوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم مطالبه وإنهاء معاناته، مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق حتى الآن خمسين ألفا، إلى جانب ملايين النازحين والمشردين داخل البلاد وخارجها.