دعا «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» قادة أفريقيا إلى الابتعاد عن سياسة التوجه إلى الحرب في مالي التي دعت إليها فرنسا، مهدداً بقتل سبعة رعايا فرنسيين تحتجزهم رهائن، واستهداف مصالحها في الساحل الأفريقي. وقال زعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود المعروف باسم «عبد الملك دروكدل»، في شريط الفيديو بعنوان «غزو مالي حرب فرنسية بالوكالة» الذي بثته مواقع إسلامية: «إلى فرنسوا هولاند (الرئيس الفرنسي) وبعض القادة الأفارقة المصطفين وراءه، إذا أردتم السلم والأمن في بلادكم وبلاد الساحل وجوارها فنرحب بذلك، وإذا اردتم حرباً سنلبي رغبتكم وستكون الصحراء الكبرى مقبرة لجنودكم ومهلكة لأموالكم. سنخوضها حرباً مقدسة من اجل الإسلام وللدفاع عن ارض المسلمين». واتهم المتشدد الإسلامي الجزائريفرنسا بأنها تريد تقسيم مالي بأي ثمن كي تستفيد من ثروات هذا الشعب الذي «جرى إفقاره عبر شركاتها المتعددة الجنسيات». وأضاف: «أنها حرب فرنسية ظالمة بالوكالة دافعها الجشع المادي الممزوج بالحقد الصليبي على الإسلام والمسلمين. ومن اجل تحقيق مآربها، تحرص فرنسا على التدخل والتواجد العسكري الذي سيصبح دائماً في شمال مالي وبمثابة حصان طروادة لإنجاز مخطط تغذية الصراعات في المنطقة والتشجيع على التقسيم، ما يهدد ليس مالي فقط بل كل دول الجوار». وأكد أن الدول الأفريقية «ليست أهدافاً للتنظيم إلا للدفاع عن انفسنا. وعلى قادة هذه الدول ألا ينجروا إلى حرب ليست حربهم، وعليهم أن يتعلموا من أخطاء غيرهم، ويعلموا أن فرنسا تريد مصلحتها وليس مصلحتهم». وأكد الزعيم السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال (الناشطة في الجزائر خلال عقد التسعينات) أن حركته تملك أسلحة كثيرة، وتهدد بجعل الحرب دائمة وطويلة الأمد. وفي رسالة إلى الشعب الفرنسي، قال عبد الودود: «يريد أن يغطي هولاند المتدنية شعبيته فشل سياساته الداخلية عبر سياسة الهروب إلى الأمام، من اجل زيادة توريطكم اكثر من ورطتكم السابقة في أفغانستان، وتعريض أمنكم ومصالحكم وحياة أبنائكم لخطر اكبر من أي وقت مضى». ودعا عائلات الرهائن الفرنسيين السبعة والذين خطف آخرهم في شمال غربي مالي في 20 تشرين الثاني (نوفمبر)، إلى شن حملة إعلامية لإنقاذهم. ودعا دول منطقة الساحل (موريتانيا والسنغال وساحل العاج والنيجر) إلى عدم الاصطفاف وراء هولاند «لأن بيوتكم من زجاج وإذا اندلعت حرب فستطال بيوتكم». وسترسل الدول الأربعة الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حوالى 3300 جندي إلى مالي للمساعدة في استعادة الشمال الذي تحتله جماعات إسلامية بينها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» منذ نيسان (أبريل) الماضي. إلى ذلك، أعلنت مصادر متطابقة أن الجزائري مختار بلمختار، احد ابرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي قاد كتيبة في غاو قبل أن يُقال من منصبه قبل أسابيع، غادر التنظيم احتجاجاً على القرار. ورجح مصدر امني إقليمي محاولته الانضمام إلى «حركة الوحدة والجهاد في أفريقيا الغربية». ويعتبر مختار بلمختار، احد القادة التاريخيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي ادخل التنظيم إلى شمال مالي.
«الشباب الصومالية» على صعيد آخر، قال رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال كارتر هام إن حرب الاتحاد الأفريقي على «حركة الشباب الصومالية» العام الماضي أضعفت الحركة كثيراً، بعدما أخرجت مسلحي الحركة من غالبية أجزاء العاصمة مقديشو وميناء كيسمايو، «ما جعل هذه المعركة نموذجاً يمكن الاسترشاد به في مواجهة الجماعات المتطرفة بالمنطقة في المستقبل، خصوصاً أنها أفضت إلى تحول لم يكن متصوراً، ما يمهد للتركيز أساساً على تحسين الحكم والتنمية الاقتصادية لتحقيق الاستقرار في الصومال». وأبدى الجنرال هام خلال ندوة استضافتها جامعة جورج واشنطن قلقه من تزايد تعاون الفصائل الإسلامية المتطرفة في أنحاء المنطقة، لكنه أشار إلى أن واشنطن تفضل «حلولاً أفريقية لمشاكل القارة، إذ نعتقد بأن أفضل جهودنا تتمثل في دعم وتمكين الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية الأفريقية من تحقيق أهدافها». وأعلن أن شمال مالي اصبح بلا شك «ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بعد انهيار حكومة البلاد. وأضاف: «نواجه تنظيماً ذا تمويل وتسليح جيد جداً يعمل الآن في ملاذ آمن. ولا استبعد أن نرى معسكرات التدريب ومساعي التجنيد التي سبق أن شهدناها». وأكد أن أهم أولويات القيادة الأفريقية هي مواجهة نمو منظمات متطرفة في أنحاء القارة، فيما يتزايد النعاون والتنسيق بينها في شكل مقلق.