أخرج فريق من الخبراء الدوليين رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اليوم الثلاثاء لمحاولة اكتشاف ما إذا كان تم تسميمه كما يظن الكثير من الفلسطينيين. وبدأ محققون فرنسيون تحقيقا في أغسطس آب حول موت عرفات في باريس بعد أن قال معهد سويسري إنه اكتشف مستويات كبيرة من البولونيوم المشع على ملابسه التي قدمتها أرملته سها. وتوفي عرفات في باريس عن 75 عاما عام 2004 بعد مرض غامض دام فترة قصيرة. ولم يتم تشريح الجثة في ذلك الوقت بطلب من سها وقال أطباء فرنسيون عالجوه إنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب وفاته. لكن ظهرت على الفور مزاعم بتعرض عرفات لمؤامرة ويشير الكثير من الفلسطينيين بأصابع الاتهام إلى اسرائيل التي حاصرت عرفات في مقره في رام الله بالضفة الغربية خلال آخر عامين ونصف العام من حياته بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. ونفت اسرائيل ضلوعها في أي مؤامرات ودعت القيادة الفلسطينية لإعلان كل سجلاته الطبية التي لم تعلن قط بعد وفاته. وقالت إذاعة صوت فلسطين الرسمية إن رفات عرفات أخرجت يوم الثلاثاء بعد أن بدأ العمل فجرا. وشارك خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا والأراضي الفلسطينية في عملية استخراج الرفات والتي تمت بعيدا عن أعين الناس ووراء أغطية زرقاء نصبت بإحكام حول ضريحه في رام الله. وقال دارسي كريستن المتحدث باسم مستشفى لوزان الجامعي في سويسرا والذي أجرى الفحص الأول لملابس عرفات "ستؤخذ عينات طبقا لبروتوكول صارم جدا وسيجري تحليل هذه العينات." وأضاف "من أجل القيام بهذه التحاليل وللتأكد والتثبت والتحقق.. فان الأمر سيستغرق عدة أشهر ولا أعتقد أن سيكون لدينا أي شيء ملموس قبل مارس أو ابريل من العام القادم." واتضح أن البولونيوم الذي تناوله عرفات فيما يبدو مع الطعام سبب مقتل الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006 . لكن بعض الخبراء يتساءلون عن إمكانية أن يكون هذا هو سبب موت عرفات مشيرين إلى تعافيه لفترة قصيرة أثناء مرضه وهم يقولون إنه لا يتوافق مع التسمم بمواد مشعة. كما يقولون إنه لم يفقد شعره. وتعتبر ثماني سنوات هي الحد الأقصى لاكتشاف أي آثار للبولونيوم سريع التحلل وتساءل مستشفى لوزان في أغسطس آب ما إذا كان السعي لأخذ عينات سيكون له جدوى في حالة تأجيل استخراج رفات عرفات إلى "أكتوبر أو نوفمبر". ولم يوافق كل أفراد أسرة عرفات على استخراج الرفات ولم تحضر سها بنفسها إلى رام الله لتشهد العملية. وسيعاد دفن رفات عرفات مع إقامة كل المراسم العسكرية اللازمة اليوم بعد انتهاء عمل خبراء الطب الشرعي. وبالتوازي مع فريق الطب الشرعي هناك محققون فرنسيون موجودون أيضا في رام الله هذا الأسبوع لاستجواب أفراد ممن كانوا مقربين من عرفات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إلقاء الضوء على وفاته. وقال مصدر لرويترز إن الفرنسيين لديهم قائمة تضم 60 سؤالا وهناك فرد واحد على الأقل سيخضع للإستجواب طوال خمس ساعات. وفي حين أن الكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن اسرائيل هي وراء موته فإنهم يقرون بأن من شبه المؤكد أن فلسطينيا هو الذي أوصل السم إلى عرفات سواء عن قصد أو عن غير قصد.