قال أنطونيو بوني، رئيس نادي المصدرين والمستثمرين الإسبان، إن المغرب يعد وجهة مهمة للاستثمار بالنسبة إلى إسبانيا، سواء على المستوى الداخلي أو في المجال الإفريقي عامة، معتبرا أن “القرن الواحد والعشرين ينتمي إلى إفريقيا”. وأوضح بوني، في مقال نشر بموقع “empresa exterior” الإسباني، أن المغرب يعد منصة وأرضية للاستثمار في إفريقيا وبوابة لتحليل أسواق إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتقوى المشاريع المغربية باستمرار، مضيفا أن “الاستثمار الخارجي للمغرب يعد إحدى آليات التنمية الاقتصادية للرباط، حيث استطاع جمع مخزون مالي يقدر ب 55 مليار دولار يمثل 55 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني للبلاد”. وسجل الخبير الاقتصادي الإسباني أنه “منذ تولي الملك محمد السادس العرش سنة 1999، لم يسجل المغرب مرور أي سنة واحدة بمعدلات نمو سلبية، إذ لم تتمكن الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 2008، ولا أحداث الربيع العربي من كبح الدينامية الاقتصادية للمغرب”، مشيرا إلى أن “المغرب حقق نموا بنسبة 5 في المائة في الخمس سنوات الماضية، مع وجود مؤشرات إيجابية على المدى المتوسط”. وأقر الخبير الإسباني أن صندوق النقد الدولي يتوقع “ارتفاع معدل إجمالي الناتج الداخلي الخام بمتوسط معدل 4 في المائة حتى عام 2022″، معتبرا ذلك “أرقاما بليغة للاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يميز المغرب”. وأضاف أنطونيو بوني أن المغرب يتوفر على شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية، “مما يتيح الوصول إلى ما يقرب من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وسوق يحدد في أكثر من مليار مستهلك، حيث حافظ المغرب على اتفاقية شراكة منذ عام 2000 مع الاتحاد الأوروبي”، مشيرا إلى أن مفاوضات بدأت في عام 2013 لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد، لم يتم إبرامها بعد”. وحول المبادلات التجارية، أوضح الخبير الإسباني أن تدفق السلع والبضائع بين المغرب وإسبانيا تضاعف منذ سنة 2011، حيث تصدر إسبانيا سلعا بقيمة 8024 مليون أورو، تجعل المغرب في الرتبة التاسعة كوجهة تجارية لإسبانيا، الأمر الذي يمكن المغرب من الاستفراد ب37 في المائة من المبيعات الإسبانية في القارة الإفريقية. وذكر رئيس نادي المصدرين والمستثمرين الإسبان بالمجهودات التي تقوم بها الجهات المغربية لتقوية وتعزيز مجالات الاستثمار، فضلا عن تحرير الاقتصاد المغربي، مما جعل المغرب يتقدم في التصنيف الأخير ل”Doing Business” للبنك الدولي، فبعدما كان يحتل الرتبة 129 قبل عشر سنوات، أصبح يحتل الرتبة 69 في التصنيف ذاته. وشدد أنطونيو بوني على أهمية التعاون بين إسبانيا والمغرب لخلق أجواء أنجع للاستثمار وتعزيز المبادلات التجارية، فضلا عن أهمية تموقع المستثمرين الإسبان في السوق المغربي، الذي وصفه ب”القوي والآمن”، لما له من فائدة على الاقتصاد الإسباني.