تفاءل جيدو فسترفيله وزير الخارجية الألماني بشأن مسار الإصلاحات الذي تنتهجه الحكومة الإسبانية، إلا أنه قال لا يريد التكهن بشأن ما إذا كانت إسبانيا ستحتاج إلى حزمة إنقاذ أوروبية. وذكرت صحيفة بيلد ام زونتاج أن تصريحات فسترفيله جاءت ردا على أسئلة سائحين ألمان في جزيرة مايوركا الإسبانية في لقاء رتبته الصحيفة ونشرته أول أمس. وسأله طالب عن المدى الزمني لقدرة إسبانيا الاستغناء عن مساعدة صندوق الإنقاذ الأوروبي فأجاب فسترفيله "الحكومة الإسبانية وعلى رأسها رئيس الوزراء ماريانو راخوي تبدي عزيمة قوية للإصلاح. ولهذا أنا متفائل تجاه إسبانيا". وحين ضغط عليه الطالب (25 عاما) من بافاريا للإجابة على تساؤله قال "لن أتكهن.. لقد أجبت بالفعل على سؤالك أعتقد أن إسبانيا دولة قوية جدا ولديها اقتصاد عالي الإنتاجية". وأبدت ألمانيا في السابق ثقتها بأن إسبانيا لن تحتاج إلى حزمة إنقاذ من الاتحاد الأوروبي. وقبل أسبوعين استبعد وزير المالية فولفجانج شيوبله تقارير إعلامية تفيد بأن إسبانيا على وشك أن تطلب من صندوق الإنقاذ الأوروبي شراء سنداتها. وتكلفة الاقتراض في إسبانيا مرتفعة جدا ويقترب العائد على السندات لأجل عشرة أعوام من 7 في المائة، ومن المنتظر أن يتقدم راخوي بطلب رسمي لتحرك منسق من جانب صندوق الإنقاذ الأوروبي والبنك المركزي. وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت بداية الشهر الجاري اعتزامها خفض الإنفاق العام حتى عام 2014 بمقدار 102 مليار يورو (122 مليار دولار). تشمل إجراءات التقشف الحزمة السابقة التي تبلغ قيمتها 65 مليار يورو، وتشمل زيادة ضريبة القيمة المضافة وإلغاء مكافأة رأس السنة التي كان يحصل عليها العاملون في الدولة والقطاع العام. تحاول حكومة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي اليوم خفض عجز الميزانية من 8.9 في المائة العام الماضي إلى 2.8 في المائة عام 2014. وتتوقع إسبانيا انكماش اقتصادها خلال العام المقبل بمعدل 0.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي قبل أن يسجل نموا بمعدل 1.2 في المائة عام 2014. في الوقت نفسه لم يستبعد راخوي احتمال طلب إسبانيا مساعدة البنك المركزي الأوروبي ومنطقة اليورو لخفض الفائدة على سندات الخزانة الإسبانية في أسواق المال. وقال راخوي اليوم إن إسبانيا ستقرر ما إذا كانت ستطلب المساعدة من منطقة اليورو بعد أن يوضح البنك المركزي الأوروبي طبيعة الإجراءات التي يعتزم اتخاذها لتقليل أسعار الفائدة على سندات الدول المتعثرة ماليا في منطقة اليورو. وكان ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي قد قال إن الدول المتعثرة ماليا وتريد مساعدة البنك المركزي بشراء سنداتها عليها أن تطلب أولا المساعدة من صناديق إنقاذ منطقة اليورو. وقال راخوي في مؤتمر صحفي في العاصمة مدريد إن إسبانيا تريد أن تعرف أولا إذا كانت الإجراءات التي قال دراجي إنها "إجراءات غير تقليدية" مناسبة لبلاده أم لا. واعترف راخوي بأنه "من الصعب للغاية علينا الحصول على قروض أو إعادة تمويل لديوننا الحالية". تراهن إسبانيا على قيام البنك المركزي الأوروبي بشراء سنداتها من الأسواق بهدف خفض سعر الفائدة المرتفع على هذه السندات حاليا. وقال محللون في مدريد إن طلب إسبانيا الحصول على مساعدات مالية تمثل مساعدات إنقاذ جزئيا سيفرض على مدريد اتخاذ المزيد من إجراءات التقشف الاقتصادي ووضعها تحت إشراف البنك المركزي الأوروبي ومنطقة اليورو.