تشارك المملكة المغربية في أولمبياد لندن 2012 للمرة الثانية عشرة في تاريخها، حيث أنها لم تغب عن المشاركة منذ ظهورها الأول في أولمبياد "روما 1960"، سوى مرة واحدة، عندما شاركت في مقاطعة أولمبياد "موسكو 1980"، لأسباب سياسية. وخلال الدورات السابقة، حصد الرياضيون المغاربة 19 ميدالية أولمبية، منهم 6 ذهبية، و4 فضية، و9 برونزية، وكان أول من صعد منصة التتويج هو الراضي بن عبد السلام، في سباق الماراثون في دورة روما 1960، وتوج خلالها بالميدالية الفضية، لتكون المغرب ثاني الدول العربية بعد مصر، ولها أكبر عدد من الميداليات في رياضة ألعاب القوى. وتطمح ألعاب القوى المغربية خلال مشاركتها بأولمبياد "لندن 2012"، من رد الاعتبار لنفسها، بعدما فقدت هيبتها مؤخراً بعد النتائج المخيبة للآمال. ويعقد الجمهور المغربي كل أماله على العدائين الشبان، على رأسهم حسناء بنحسي في سباق 800 متر، وجواد غريب في سباق الماراثون، والعداء الواعد مراد لعلو. ومن أبرز رياضيي النخبة المغربية في "أم الألعاب"، كان هناك أشهر أبطال العرب الأولمبيين، العداء صاحب التاريخ الحافل، سعيد عويطة، في اختصاص 1500 و800 متر، والذي سيطر على مضامير السباقات في ثمانينات القرن الماضي. وحقق عويطة أول ميدالية أولمبية في "لوس أنجلوس 1984"، كما نجح في التأهل للأدوار النهائية في سباقي 1500 و800 متر في أولمبياد "سيؤول 1988"، ولكن نتيجة لإصابته في عضلة الفخذ، انسحب العداء المغربي من الأول، بينما أنهى الثاني في المركز الثالث. كما يأتي هشام القروج كواحد من أبرز الرياضيين المغاربة في ألعاب القوى، ويعتبره كثيرون أفضل عداء في سباق 1500 متر، حيث حقق إنجازاً تاريخياً في أولمبياد "أثينا 2004"، بنيل ميداليتين ذهبيتين بعد فوزه بسباقي 1500 و 5000 متر، بعد منافسة شرسة. وللقروج، الذي بدأ حياته الرياضية كلاعب كرة قدم، في موقع حارس المرمى، قبل أن يتجه إلى العدو، بناءً على نصيحة والدته، تاريخ طويل مع الأولمبياد. فبعد أن كان في قمة تألقه في "أتلانتا 1996"، وكان قريباً من التتويج ، تسبب سوء حظه في أن يصطدم بزميله الجزائري نور الدين مرسلي، وسقط على الأرض خلال السباق. وكانت المشاركة الأولمبية الثانية للقروج، الملقب ب"أمير أمراء الألعاب الأولمبية"، في أولمبياد "سيدني 2000"، وجاء في المركز الثاني مكتفياً بالحصول علي الميدالية الفضية. وخلال مشاركته الثالثة في "أثينا 2004"، حقق القروج أفضل مما توقعه الجميع، وفاز بسباقي 1500 و5000 متر، ويبدو أنه كان بالفعل مصمماً على الانتصار بعد أن قال لمدربه قبل البطولة : "أريد أن أحقق الثنائية في أثينا"، وذلك رغم اعتراض مدربه في بادئ الأمر على الدخول في سباقين مختلفين.