استبعد ممثلو المجلس الوطني الانتقالي السوري خلال زيارة روسيا احتمالية تشكيل حكومة انتقالية بقيادة أحد الشخصيات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد. وفي تصريحات لوكالة (انترفاكس) الروسية قال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري "لا يوجد شخص شارك في قتل الشعب السوري يمكن أن يشارك في المفاوضات". ونفى ماخوس الأنباء التي تشير إلى استعداد المجلس الوطني السوري لقبول قيام شخصية تنتمي للنظام الحالي بتشكيل حكومة انتقالية في البلد العربي على غرار النموذج اليمني. وأكد القيادي المعارض أن التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام على لسان بعض أعضاء المجلس الوطني الانتقالي "هي محض افتراء". ونفي ماخوس قيام القياديين في المجلس جورج صبرا وبسمة كودماني بإطلاق هذه التصريحات. وأكد ماخوس أن "المجلس الوطني الانتقالي مستعد للحوار فقط مع رموز مقربة من النظام الحالي لم تتورط في إرهاب الشعب السوري فقط لبحث آلية لنقل السلطة". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر أمس الاثنين من أن الحرب الأهلية في سوريا لن تتوقف اذا تم اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بشكل غير دستوري. وقال بوتين، في تصريحات صحفية بعد لقائه برئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، "اذا تم ابعاد الزعماء الحاليين من السلطة بشكل غير دستوري..فإن الحرب الأهلية ستتستمر الى ما لا نهاية". وأضاف "نعتقد أن مستقبل البلاد لا ينبغي أن يتحدد بهزيمة أو انتصار عسكري لأحد الجانبين، وانما من خلال عملية مفاوضات" ترتكز على بعض الاتفاقات والالتزامات. يشار إلى أن سوريا تشهد أزمة طاحنة منذ أكثر من عام حين بدأت احتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة. وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقا لبيانات الأممالمتحدة، بينما يحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد. وكثفت القوات النظامية عملياتها عقب توجيه الجيش السوري الحر أكبر ضربة لنظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكومته في مارس 2011 بمقتل وزير دفاعه داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ووزير الداخلية محمد الشعار في انفجار استهدف الأربعاء مبنى الأمن القومي بوسط دمشق.