مثول وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخل موراتينوس مساء أمس أمام مجلس المستشارين كان مختلفا بكثير عن مثوله أمام مجلس النواب صباح ذات اليوم. فقد شن مستشاروا الحزب الشعبي هجوما قويا على الوزير فيما يتعلق بالموقف الذي أبدته السلطات الإسبانية إزاء ملف حقوق الإنسان في المغرب و الصحراء في القمة بغرناطة. و هكذا انتقد المستشار الشعبي مونيوث ألونصو التصريحات التي قام بها رئيس الحكومة خوسي لويس ثاباطيرو إثر القمة، واصفا إياها بالغامضة و المبهمة، و لم ترقى إلى لهجة رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي التي تميزت "بالوضوح و الصرامة" في مطالبته بتحسن الوضع الحقوقي في المغرب و الصحراء. وأضاف المتحدث باسم الفريق الشعبي، بأن على الحكومة أن تخرج من ترددها لأنه "ليس بالإمكان خدمة سيدين و لا اللعب بلعبتي ورق"، و ليس بالإمكان إحترام "الشرعية الدولية" ثم الإبتسام لمشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب. في رده على المستشار الشعبي أبدى موراتينوس استغرابه الشديد من تناقضات خطاب الحزب الشعبي، و اتهم نوابه و مستشاريه بفقد "الإنضباط الحزبي"، فليس من المعقول أن يغير حزبا موقفه بين الصباح و المساء. و اتهم الوزير الحزب الشعبي ب "معاداة المغربي"، حيث يبدي ميولا جامحة لمهاجمة كل ما يمت للمغرب حيثما تتاح له الفرصة. و توجه الوزير إلى أعضاء الحزب الشعبي محذرا إياهم "أنتم تعرفون ما تصنعون"، و لكن المغرب بالنسبة لإسبانيا "دولة مهمة و شريك أساسي". وكان المستشار الشعبي مونيوث ألونصو قد وصف المغرب خلال كلمته "بالقوة المستعمرة"، وإتهمه بالخرق الممنهج لحقوق الأنسان في الصحراء. و أكد بأن إسبانيا "تتحمل الواجب التاريخي و الأخلاقي لمطالبة المغرب باحترام حقوق الإنسان و إطلاق سراح كل المعتقلين". مؤكدا بأن الوقت قد حان لعودة اللاجئين الصحراويين إلى وطنهم.