يقوم وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخل موراتينوس اليوم بزيارة للمغرب لإعداد القمة التي ستجمع بين دول الإتحاد الأوروبي و المغرب، والتي ستقام في 7 و 8 من شهر مارس المقبل، حيث سيقابل وزير الخارجية الإسباني نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري. إضافة إلى إعداد لقاء مارس، فسيتطرق الوزيران إلى قضايا تهم العلاقات الثنائية بين المغرب و إسبانيا، وكذا مسألة النزاع في الصحراء، أمام إمكانية استئناف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو برعاية الأممالمتحدة. وتأتي زيارة وزير الخارجية الإسباني هذه للرباط في وقت تروج فيه أنباء عن غياب العاهل المغربي عن قمة غرناطة. فبينما أكدت الرباط حضور الوزير الأول عباس الفاسي، فإنها سكتت بالمقابل عن حضور الملك محمد السادس، هذا في وقت أكدت مصادر دبلوماسية هنا في مدريد عدم حضور العاهل المغربي. لكن الدبلوماسية الإسبانية تريد بذل مزيد من الجهد في الإصرار على حضور العاهل المغربي، لحفظ ماء الوجه أمام الحزب الشعبي الذي يتربص بمثل هذه الأمور لتسعير حملاته على الحكومة، كما أن حضور العاهل المغربي سيرفع مستوى القمة، حيث سيعني حضور الملك خوان كارلوس ورؤساء مؤسسات الإتحاد الأوروبي. من جهة أخرى، فإن حلقات الحملة لخلق أجواء سلبية المتزامنة مع قمة غرناطة، تزداد اتساعا، فقد تم بالأمس تسريب تقرير للمصالح القانونية للبرلمان الأوروبي، يؤكد بأن اتفاق الصيد بين المغرب و الإتحاد الأوروبي يشكل خرقا واضحا للشرعية الدولية و لحقوق الشعب الصحراوي. و أنه لا توجد أدلة على أن السكان الصحراويين هم المستفيدمن من العائدات التي سيحصل عليها المغرب اثر الإتفاق. وقد ناقشت لجنة الصيد بالبرلمان الأوروبي بالأمس هذا التقرير، و أكدت عدم شرعية اتفاق الصيد مع المغرب و تطبيقاته أيضا. لأن حسبها فإن عوائد الصيد حسب المواثيق الدولية ينبغي أن تتجه إلى السا كنة الصحراوية بشكل حصري. ويشار إلى أن الحملة على المغرب، تتابعت حلقاتها منذ مطالبة أحزاب سياسية إسبانية بإلغاء قمة غرناطة، فمناداة نواب إسبان بالربط بين ملف الصيد البحري وحل النزاع في الصحراء، ثم حراك مختلف منظمات المزارعين بالأندلس ضد إمكانية التوصل إلى اتفاقيات فلاحية مع المغرب. ويبقى الساكت الأكبر حتى اللحظة هي المكونات التابعة للبوليسارو، والتي لا بد أنها تتدارس كيفية خروجها على المسرح السياسي، لإحراج المغرب بعد أن مهدت لها إعلاميا كل الجوقة المثارة عن القمة.