حضر وفد رسمي عن الحزب الشعبي الحاكم بإسبانيا صباح السبت 14 يوليوز بالرباط، افتتاح أعمال المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية٬ الإسلامي الذي ينظم على مدى يومين، تحت شعار "شراكة فعالة من أجل البناء الديمقراطي". وقد لبى الحزب الشعبي الإسباني دعوة الحضور، رغم أجواء التوتر في العلاقات بين البلدين، الناجمة عن زيارة وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث، مؤخرا لموقع حرب أنوال في جبال الريف شمال المغرب بالقرب من الحسيمة بصفة شبه سرية، إضافة إلى قيامه أثناء عودته إلى مدينة مليلية المحتلة بوضع إكليل من الزهور بمدفن ضحايا "كارثة أنوال"، كما تصف الصحف الإسبانية حرب أنوال، تكريما لمن تصفهم ذات الصحافة ب"أبطال" تلك الحرب التي انهزم فيها الإسبان أمام ثوار عبدالكريم الخطابي. ووصل عدد حضور المؤتمر إلى 3300 شخص، مقابل 1630 شخصاً شاركوا في المؤتمر السادس للحزب، وخصص الحزب ميزانية إجمالية لهذا المؤتمر تفوق 500 مليون سنتيم، كما جاء في ندوة صحافية للجنة التحضيرية عقدت أمس الأول. وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور عدد من الضيوف، من بينهم خالد مشعل، وأبي جرة السلطاني، وتوكل كرمان الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، وقيادات من حزب العدالة والتنمية والسعادة بتركيا، ومعن بشور الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ومنير شفيق وأحمد منصور، فيما رفض الحزب الاشتراكي الفرنسي دعوة الحضور. زيارة عادية وزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني، وعلى هامش مؤتمر حزب العدالة والتنمية، وصف في تصريح ل"العربية.نت"، هذه الزيارة بالعادية، معتبرا أن الصحافة المغربية ضخمت الموضوع، مع العلم أن هذه الأخيرة استندت إلى توضيح من مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ الذي قال في ندوة صحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة برئاسة عبدالإله بنكيران، الخميس الماضي، إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون عبر عن قلق الحكومة المغربية من تلك التصريحات على أساس أن هذا النوع من الإجراءات يحتاج إلى تنسيق كامل مع السلطات المغربية المختصة وإلى اعتماد مبادرات مشتركة٬ بعيدا عن أي إجراءات أحادية الجانب. وأشار العثماني في تصريحه ل"العربية.نت"، إلى أن الخطوات التي تزمع إسبانيا القيام بها على صعيد الجزر الجعفرية المغربية المتنازع حولها، ستتم وفق الاتفاقيات الجارية والمبرمة بين البلدين، مؤكدا أن الإسبان لن يخرقوا القانون، وأنه لن يكون هناك أي مس بالسيادة الوطنية. وقد تلافى عبدالإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، في كلمته أثناء حفل افتتاح المؤتمر، الإشارة لا من بعيد ولا من قريب لهذا الموضوع، وكذا مصير الثغور المغربية المحتلة من طرف إسبانيا (مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية)، مكتفيا بالحديث عن ملف الصحراء المغربية والثورات العربية وخاصة الوضع السوري. وسينكب المؤتمرون٬ خلال هذه الدورة٬ على الدراسة والمصادقة على مشاريع الأوراق المطروحة على جدول الأعمال٬ والمتعلق أساسا بمشروع أطروحة المؤتمر التي ترسم التوجه السياسي للحزب بالنسبة للمرحلة المقبلة٬ ومشروع تعديل النظام الأساسي. كما سيعكف المؤتمرون على دراسة تقارير اللجان حول أداء الحزب والتقرير المالي وتقرير مراقبة مالية الحزب والمصادقة عليها٬ فضلا عن انتخاب المجلس الوطني الجديد والأمين العام للحزب. تجدر الإشارة إلى أن سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون المغربي، قام باستدعاء سفير إسبانيا المعتمد في الرباط، من أجل مطالبته بالتوضيحات اللازمة حول زيارة وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديث دياث لمكان معركة "أنوال"، وتصريحاته حول قرار الحكومة الإسبانية إقامة مركز أمني ثابت لقوات الحرس المدني الإسباني فوق جزيرة "إشفارن" في الجزر الجعفرية المتنازع عليها بين البلدين ابتداء من فاتح غشت، وذلك في إطار محاربة الهجرة السرية ومكافحة تهريب المخدرات.