يبدو أن القضية الفلسطينية انحصرت حاليا بمطالبة إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية مما يعطي الانطباع بان القضية الفلسطينية وقضية الشرق الأوسط في طريقها إلى الحل النهائي والتطبيع الكامل بين الدول العربية وإسرائيل. إلا أن العقبة الرئيسية الباقية في وجه السلام تكمن في الأنشطة الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة حيث لا ذكر هناك في تصريحات المسؤولين الفلسطينيين عن حدود عام 1967م، ولا عن حقوق الشتات الفلسطيني ولا عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية إلى غير ذلك من الحقوق الوطنية المشروعة والمعترف بها من قبل المجتمع الدولي. فعندما يقوم مسؤول بحجم سلام فياض بزيارة إلى الدول الأوربية كأن لسان حاله يبحث عن التعاون الاقتصادي وجمع الأموال لدفع مرتبات موظفيه على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتضحياته. ففي تصريحات صحفية لرئيس الوزراء الفلسطيني يوم أمس في مدريد، عقب لقائه برئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو، حث المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل من أجل وقف كافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، "من أجل إضفاء مصداقية على عملية السلام في الشرق الأوسط". وأكد فياض عقب اجتماعه مع ثاباتيرو في مقر الحكومة الاسبانية، أن "الاستيطان يمثل عقبة مدمرة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين" ومن ثم يجب على المجتمع الدولي أن يتصدى لهذه الممارسات. ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود إسبانيا لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أعرب ثاباتيرو عن دعمه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال فياض ان "استمرار النشاط الاستيطاني فوق الأراضي المحتلة يتناقض مع مبادئ قيام الدولية الفلسطينية"، مؤكدا أن "قيام الدولة الفلسطينية أمر لا مفر منه" فيما استبعد القيام بذلك من خلال إعلان أحادي الجانب، على غرار إعلان دولة كوسوفو عن صربيا. وفي الوقت نفسه، ناشد فياض رئيس الحكومة الإسبانية، والاتحاد الأوروبي، القيام بدور أكثر ديناميكية لدفع عملية السلام. فيما أعرب ثاباتيرو عن تأييد الحكومة الإسبانية للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين التي استؤنفت في الثاني من الشهر الجاري برعاية واشنطنن وأن تسفر عن نتائج ايجابية عن نتائج إيجابية، كي تفضي إلى اتفاق سلام دائم وقائم على العدل في إطار التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن "سلام الشرق الأوسط سيؤدي إلى أن يعم السلام في العالم. كما دعت اسبانيا في سياق متصل إلى إقامة دولة فلسطينية "مستقلة ديمقراطية تمتلك مقومات الحياة". من حق فياض أن يطالب بما يراه مناسبا له، لكنه يعلم علم اليقين أن إسرائيل لا تبحث عن السلام لا اليوم ولا غدا، بل ما تبحث عنه يكمن في كسب المزيد من الوقت لكسر عزلتها الدولية بمساهمة عربية وفلسطينية خاصة لان الاوروبيين يفضلون أن يقوم العرب بذلك حتى ايجاد حل إلى اللاحل للقضية الفلسطينية.