كنا نعلم أن الكثير من القطع الأثرية الشاهدة على عظمة حضارة بلاد الرافدين تعرضت للنهب على أيدي المتربصين تحت سمع وبصر القوات الأمريكية، لكن الجديد هو أن بعض هذه القطع متواجدة بإسبانيا، فقد طالبت أميرة عيدان الذهب مدير عام دائرة الآثار العراقية اليوم إسبانيا بالتعاون من اجل استعادة آثار عراقية موجودة على أراضيها حاليا والتي تبلغ 22 قطعة. وقالت الذهب خلال حضورها احتفالية لاسترجاع حوالي 542 قطعة أثرية كانت مهربة إلى واشنطن وعواصم أخرى "أدعو اسبانيا للتعاون لأنهم يحترمون تأريخ البلاد وحق الشعوب في تراثها". وأوضحت أنها زارت مدريد لهذا الغرض وتم التعرف على القطع الأثرية الموجودة في اسبانيا منذ خمس سنوات تقريبا بعد طلب الجانب الاسباني إحضار خبراء لتحديد هوية هذه الآثار"، مشيرة إلى أن النتيجة "كانت مخيبة للآمال لأنهم ما زالوا يحتفظون بها". وتابعت، لقد قدمت أدلة كاملة بان هذه القطع تحمل كتابات مسمارية تعود لحضارة العراق في الجنوب، ولم يتبق سوى أن يعترف الجانب الاسباني بحق العراقيين بهذه الآثار وإعادتها إلينا، لأن أي قطعة أثرية عراقية يجري سرقتها أو فقدانها فان ذلك يمثل ثقبا في جدار التاريخ العراقي وحضارته القديمة. من جهته كشف قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار العراقي أن مجموع ما تم إعادته من قطع أثرية سرقت أو هربت إلى خارج العراق بلغ أكثر من 36 ألف قطعة، وذلك منذ غزو العراق في 20 مارس/آذار 2003 وحتى الآن، منها ثمانية آلاف تعود ملكيتها للمتحف الوطني العراقي، الذي سرق منه ما يزيد عن 15 ألف قطعة، فيما تتوزع باقي القطع على مواقع أثرية منتشرة في البلاد.