' جولة جديدة من المواجهة بالمغرب بين السلطة وجماعة العدل والاحسان شبه المحظورة واقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الاسلامية، والعنوان كما في جل المواجهات السابقة هو الاخلاق والخيانة الزوجية. وقالت الجماعة ان احدى قيادياتها في مدينة فاس اختطفت على يد عناصر ترتدي الزي المدني الى مكان مجهول قبل ان تتصل بزوجها وتبلغه انها بمركز الامن بالمدينة. وقالت جماعة العدل والاحسان على موقعها الالكتروني انه جرى اختطاف هند زروق، الساعة السابعة والنصف من مساء اول امس الاربعاء من قبل عناصر يلبسون لباسا مدنيا وانها بعد الاختطاف مباشرة اتصلت زروق بزوجها عبد الله بلة وأكدت له أنها اختطفت من قبل عناصر بلباس مدني، وأنها تعرفت على واحد منهم، فقد كان من بين العناصر الذين ساهموا في اختطافه سابقا، كما اتصلت مرة ثانية وأكدت له أنها توجد في قبو ولاية أمن. ثم بعدها مباشرة انقطعت الاتصالات بينها وبين زوجها رغم محاولاته المتكررة ونكران الشرطة وجودها. وعرفت هند زروق، كمنسقة عائلات سبعة من قياديي الجماعة في فاس اعتقلوا سنة 2010 على خلفية تهديدات بالقتل ادعى احد الناشطين بالجماعة انهم وجهوها اليه وقضت محكمة من الدرجة الاولى ببراءتهم الا ان محكمة من الدرجة الثانية ادانتهم وقضت بحبس 3 منهم بالسجن النافذ لمدة 5 اشهر وبينهم عبد الله بلة زوج زروق والحبس غير النافذ 6 اشهر للبقية. وقالت الشرطة فيما بعد انها اعتقلت هند زروق التي كانت رفقة أستاذ للتعليم عندما اعتقلت أثناء مداهمة وان الأمر يتعلق ب'الخيانة الزوجية والفساد' وليس على خلفية دفاعها عن 'معتقلين في إطار ملف جنائي سابق'. وقال بلاغ للامن الوطني امس الخميس أن توقيف 'المشتبه بها' جاء بسبب 'ضبطها في منزل شخص لا تربطها به أية علاقة شرعية'، وأن هذا التوقيف 'تم في إطار القانون وتحت إشراف النيابة العامة المختصة وبسبب جريمة تتعلق بالحق العام'. واوضح البلاغ ان التوقيف جاء 'استنادا على وشاية توصلت بها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس مفادها أن شخصا متزوجا 'ك.م' وهو أستاذ للتعليم ومن أتباع الزاوية البودشيشية يقطن بشارع الوفاء بحي النرجس اعتاد استقبال سيدة بمسكنه خارج إطار الزوجية حيث تم إعلام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بفاس بالموضوع قبل أن يتم توقيف المشتبه بهما مختليين معا داخل الشقة المذكورة ليلة أمس (الاربعاء)'. وأشار البلاغ إلى إبلاغ زوج الموقوفة بما طالها، وقال 'تم إعلام زوج المشتبه بها الذي حضر إلى مقر المصلحة الأمنية مباشرة بعد عملية التوقيف كما تم استدعاء زوجة المشتبه به الثاني المقيمة خارج مدينة فاس من أجل الاستماع إليهما في الموضوع وتم أيضا إجراء محضر قانوني بالمعاينات المنجزة والتي أسفرت عن حجز مجموعة من وسائل الإثبات والقرائن المادية المحجوزة من عين المكان.. وسيتم تقديم المشتبه بهما أمام العدالة بمجرد انتهاء إجراءات البحث'. وتوافد العشرات من ناشطي جماعة العدل والإحسان إلى الساحة المقابلة لمقر ولاية أمن فاس التي شهدت طيلة الليلة تطويقا أمنيا مكثفا ثم تدخل قوات الامن بعنف شديد لتفريق الحاضرين أمام الولاية، من عائلة المختطفة وأعضاء جماعة العدل والإحسان. وتقول جماعة العدل والإحسان ان اعتقال هند زروق يأتي في سياق مواصلة الدولة نهج طُرق دنيئة ومنحطة لارباك الجماعة واشغال الرأي العام عن القضايا الاجتماعية الحقيقية، وأنه كلما كان هناك قضايا ساخنة في المجتمع أو حين يغلي الشارع، أو تبرز الجماعة بقوة في عدد من القضايا إلا وتخرج الدولة بملفات من هذا الصنف لاظهار الجماعة بكونها بعيدة عن الأخلاق الفاضلة التي تنادي بها. وكانت منابر اعلامية مقربة من السلطات وفي ظل سخونة المواجهات بين السلطة وحركة 20 فبراير التي اطرت المطالبة بالتغيير والاصلاح في سياق الربيع العربي قد نشرت صورا لنادية ياسين كريمة مرشد الجماعة تسير في شوارع العاصمة اليونانية اثينا رفقة ناشط بالجماعة اثناء حضورهما ندوة حقوقية الا ان تلك المنابر قالت بعلاقة غير شرعية بينهما، كما نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ولقطات فيديو لناشط بالجماعة في غرفة النوم مع ناشطة اخرى. وتقول الجماعة انه لا يمكن للنظام المغربي حامي كل اشكال الرذيلة ان يدافع عن الفضيلة وتعيد اعتقال هند زروق الى التجاوب الحقوقي الواسع الذي حظيت به ملفات الجماعة في ما يخص البيوت المُشمعة وكمال عماري احد ناشطي حركة 20 فبراير الذي قتل اثناء تظاهرات شهدتها مدينة اسفي، وملف المعتقلين السبعة السابقين. ++ في الصورة نادية ياسين، ابنة الشيخ ياسين