قال المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بلال التليدي، إن هناك دينامية سريعة تجري على الأرض لتغيير المشهد السياسي، مشيرا أن حزب الأحرار ترك الحكومة وبدأ يهتم بشؤونه الداخلية من أجل الاستعداد للانتخابات في الداخل والخارج، وذلك بدعم وإسناد قوي أكثر من ذلك الذي كان البام يتلقاه. وأضاف التيليدي في تدوينة عبر فيسبوك، أن "كل المؤشرات تفيد بأن هناك دينامية سريعة تجري على الأرض لتغيير المشهد السياسي، فأخنوش يطلق تصريحات في العادة ما تكون في سنة الانتخابات، ويزعم أن حزبه سيفوز في الانتخابات، والاتحاديون يناقشون ويقترحون تعديل نظام الاقتراع والتمهيد للعودة للفردي". وأشار المصدر ذاته إلى أن "سعد الدين العثماني وحده يواجه العاصفة، ويطلب منه أن يضع مصداقية حزبه في مواجهة الاحتجاجات التي لم يكن له ولا لحزبه علاقة بها من قريب ولا من بعيد"، مضيفا أن "المطلوب من العثماني هو تصفية خلفه بنكيران بحجة أنه بات يهدد التماسك الحكومي، ومساكين بعض قيادات الحزب، يستحضرون ما كان يفعله بنكيران لتحصين تماسك حكومته، وما كان يقوله لأفتاتي كما ولو أن الوضع هو الوضع". واسترسل قائلا: "نسوا أن بنكيران كان يفعل ذلك، وهو يُلام من طرف خصومه على أنه لا يكاد ينتهي من عمله الحكومي حتى يلبس طاقيته الحزبية ويتحول إلى بيلدوزر انتخابي، أما هم اليوم، فيدفعون بقيادات الحزب الحكومية لاستنزاف شعبيتهم، بينما الآخرون من حلفائه يتهيأون للانتخابات لهزم الحزب وتمزيق وحدته". واعتبر التليدي أن الخيار المتبقي لحزب العدالة والتنمية، هو وحدته وتماسك صفه، وتجسيد خط الممانعة، مبرزا أن حضور وزراء الأحرار من عدمه هو حساب سياسي ليس شيئا يذكر، وأن "الإصرار على الممانعة والتدفئة بتصريحات بنكيران أفضل بكثير من تحويل النار مرة أخرى إلى الداخل، لتكون قاصمة لوحدة الحزب وتماسكه. لسنا اليوم في مقام الحديث عن المنهجية، وهل يجوز أم لا يجوز". وأشار أن "المقام اليوم، هو بناء الذات لمواجهة استحقاق قريب تظهر كل المؤشرات أنه لا يتجاوز في أبعد الأحوال سنة من الآن، وقد يتم تعجيل الموعد إن سرت النار في جسم الحزب، لأن القوم مستعلجون جدا، وينتظرون كل الفرص بل يقتنصونها اقتناصا". وشدد على أن "الممانعة والإصرار والرجوع لمطلب وحدة وتماسك الحزب، والحوار الداخلي الحقيقي، والكف عن خلق بؤر التوتر في الداخل، والاستعانة بكل قيادات الحزب ورموزه، وإعادة التفكير في استعادة جزء من المبادرة خط يضمن كسر سيناريوهات الانقلاب على حكومة العثماني، ويقويها، ويضمن ثقة جزء كبير من أنصار الحزب فيها، ويعيد الحيوية إلى الداخل الحزبي، ويلفت الانتباه ألا شيء ضاع، وأن البيلدورز الانتخابي لكل رموز الحزب جاهزة لكسر مناورات جيوب مقاومة الإصلاح".