أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الوزارة واعية تمام الوعي بمعضلة القراءة والكتاب بالمغرب كإشكال بنيوي يتطلب استراتيجية أفقية بعيدة الأمد. وقال الأعرج، في معرض جوابه على سؤال شفوي حول “الكتاب والقراءة” تقدم به الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، إنه لهذه الغاية تولي الوزارة عناية خاصة لدعم هذا المجال، حيث وضعت، برنامجا لدعم قطاع النشر والكتاب يستفيد منه الكتاب والناشرون ومكتبات البيع والجمعيات والمقاولات الثقافية في شكل طلبات عروض مشاريع، خصصت الوزارة له غلافا ماليا يقدر ب10 ملايين درهم. وأضاف الوزير أن هذا الدعم يهم مجمل حلقات صناعة الكتاب والنشر، من نشر الكتاب والمجلات الثقافية، وإحداث وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية، والقراءة العمومية والتحسيس بها، والمشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، ومشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين، وإحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع، والنشر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين بصريا). وفي ما يخص مجال دعم نشر الكتاب، يقول السيد الأعرج، هم الدعم خلال فترة 2014 – 2017 ما مجموعه 1331 مشروعا، حيث يشمل الدعم في هذا الإطار، والذي يصل إلى 60 في المائة من تكاليف الكتاب، واجبات لجن القراءة والمصححين والتصفيف والإخراج وتكاليف الطباعة، كما يهم شراء الحقوق، بما فيها حقوق الترجمة. وأشار إلى أنه بخصوص القراءة العمومية والتحسيس بها بلغ عدد المشاريع المدعمة في السنوات الأربعة الماضية 142 مشروعا، ووصل مبلغ الدعم المخصص لهذا المجال (3 ملايين و495 ألف و300 درهم)، مضبفا أنه في مجال معارض الكتاب تنظم وزارة الثقافة والاتصال 15 معرضا للكتاب ما بين جهوي وإقليمي، تشكل مناسبة لدور النشر المغربية لعرض إصداراتها الجديدة، كما تشهد هذه المعارض تنظيم برامج ثقافية هادفة إلى التشجيع على القراءة والتثقيف العام، وبخاصة في صفوف الأطفال و الشباب. وأبرز الوزير أنه يتم أيضا تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، والذي يستقطب إليه، بالإضافة إلى دور النشر المغربية والمؤسسات الوطنية المعنية بالكتاب، عددا مهما من الدور الأجنبية، ويجذب إليه جمهورا يتجاوز 300 ألف زائر، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم أيضا بدعم دور النشر المغربية في مشاركاتها في معارض الكتاب الدولية، اعتبارا لكون الكتاب المغربي حاملا للثقافة المغربية، وسفيرا يعرف بها على الصعيد الدولي. كما تسهر، يضيف السيد الأعرج، على دعم الكتاب والقراءة عبر تأهيل المكتبات العمومية التي تشرف عليها بشكل مباشر أو عبر الشراكة مع الجماعات المحلية والجمعيات الثقافية، وهيآت أخرى وذلك من خلال تجهيزها بالمعدات والرصيد الوثائقي، مشيرا إلى أن الوزارة تتوفر على 342 مكتبة موزعة عبر مختلف جهات المملكة توفر ما يزيد عن 13 ألف و544 مقعدا، ويتعزز هذا العدد سنويا بإحداث مكتبات جديدة. وخلص إلى أن الوزارة تنظم جائزة المغرب للكتاب، التي تعتبر حدثا ثقافيا كبيرا بما يتيحه من الاحتفاء بالإبداع والبحث على المستوى الوطني وتكريم المؤلفين والناشرين المتوجين بهذه المكافأة، مبرزا أن هذه الجائزة راكمت 50 سنة من التجربة الغنية، مما رسخها كتقليد رمزي وكواحد من المؤشرات الدالة على حيوية الثقافة المغربية.