شيع بعد صلاة الجمعة 13 ابريل/نيسان جثمان الرئيس الجزائري الأول أحمد بن بلة الذي وافته المنية الأربعاء الماضي عن عمر ناهز 96 عاما بحضور عربي رسمي حاشد. وتقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المعزين في بيت الفقيد بحي حيدرة الراقي قبل ان يتوجه الى قصر الشعب الذي انطلق منه الموكب الجنائزي باتجاه قسم الشهداء في المقبرة الكبرى في العاصمة بمشاركة العشرات من الرسميين والدبلوماسيين والقادة العسكريين الجزائريين والعرب الذين توافدوا على قصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل الذي لف بالعلم الوطني. وحضر الجنازة رئيس الوزراء احمد ابو يحيى ووزراؤه وكبار قادة الجيش الجزائري والعديد من السفراء وجمع غفير من الجزائريين العاديين الذين تنقلوا تحت سماء ممطرة الى قصر الشعب لتوديع "اب الجزائريين" كما وصفته الصحافة. وتقرر تنظيم جنازة وطنية لبن بلة بعد صلاة الجمعة قبل دفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية في الضاحية الشرقية للعاصمة. وهي نفس المقبرة التي دفن فيها الرئيسان الراحلان هواري بومدين قائد الانقلاب على بن بلة في 1965 والذي توفي في 1978 ومحمد بوضياف الذي اختار المنفى بعد خلافه مع بن بلة مباشرة بعد الاستقلال. كما حضر مراسم الدفن الرئيس الأسبق الشادلي بن جديد، وعلي كافي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة ومسؤولون في الدولة. وحضر الجنازة كذلك كل من الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي والوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد الاغدس، ورئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران و مستشار الملك محمد السادس الطيب الفاسي الفهري، عبد الرحمان اليوسفي، ونجل أمير دولة قطر جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني . وحضر الجنازة أيضا رئيس حركة النهضة التونسية السيد راشد الغنوشي وممثل رئيس اللجنة الإفريقية مفتاح مصباح أزوان، والأمين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. كما حضر التشييع أيضا العديد من ممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية. وكان الرئيس بوتفليقة قد اعلن حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام على كافة أرجاء التراب الجزائري وذلك مباشرة بعد إعلان وفاة الرئيس بن بلة. ومنح بن بلة في عام 1964 لقب بطل الاتحاد السوفيتي وقلد في العام نفسه جائزة لينين الدولية مكافأة له على "تعزيز السلام بين الشعوب"، بالاضافة الى ميدالية عسكرية من الجنرال شارل ديجول في أبريل 1944 بعد مشاركته في الحرب العالمية الثانية مع القوات الفرنسية.