وصل التوتر بالمنطقة الجنوبية إلى درجات متقدمة، بعد أن انتقلت دوريات الدرك الحربي إلى منطقة الكركرات ومروحيات خفيفة تابعة للجيش المغربي ردا على عناصر جبهة البوليساريو، التي وضعت حاجزا عسكريا في المركز الحدودي الذي يربط بين المغرب وموريتانيا، بعد أن عمدت الجبهة الوهمية بوليساريو إلى نشر أفراد من مليشياتها، ومحاولتها عرقلة المرور في المنطقة العازلة في تحد لمجلس الأمن وخرق لقواعد قانونية دولية. وبحسب يومية "المساء" التي نقلت الخبر في عددها الصادر اليوم، فقد أصدر المفتش العام للقوات الملكية المسلحة وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، أمرا برفع درجات اليقظة والاستنفار إلى الأقصى، كما أمر بحشد الجيش المغربي لمئات الجنود والآليات العسكرية على بعد أمتار قليلة من الحدود الموريتانية، بعد أن شوهدت دوريات للشرطة المدنية التابعة للبوليساريو تجول بالمنطقة، إضافة إلى التهديدات بعرقلة المرور ومنع سباق السيارات موناكو – داكار الذي يمر بالصحراء المغربية في اتجاه موريتانيا. وتحركت عناصر الدرك بجهة آسا الزاك التي شهدت، يوم أمس اختراق مقاتلات تابعة لجبهة البوليساريو، تبين انها محملة بكميات مهمة من المخدرات والأقراص المهلوسة، التي كانت في طريقها إلى كلميم وادنون، وهي المنطقة التي أصبحت قبلة لبارونات المخدرات الذين ينشطون بين البوليساريو والأراضي الصحراوية المغربية. وتم إعطاء تعليمات لنقل أسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية الكركرات، بعد ان عمدت عناصر جبهة البوليساريو إلى وضع حاجز عسكري وشرعت في توقيف سائقي الشاحنات المغاربة، قبل إنزالهم منها وتفتيشهم بعد سحب هواتفهم النقالة منهم. وتدخلت الرباط لدى الأممالمتحدة وأبلغتها "قلق المملكة من معاودة وضع الجبهة لعناصرها في منطقة تعتبر منزوعة السلاح، وذلك ما يشكل خرقا لقرارات مجلس الأمن"، كما شدد المغرب على "ضرورة سحب عناصرها في أسرع وقت، في احترام كامل لقرارات الأممالمتحدة بما فيها اتفاق وقف إطلاق النار".