أعلنت روسيا أنها لن تدعم سوريا عسكريا بمقتضى معاهدة الصداقة بين البلدين إذا تعرضت الأخيرة لتدخل عسكري خارجي محتمل, وأدانت من جهة أخرى دعوات صدرت عن بعض الدول لتسليح المعارضة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش أمس في بيان إن معاهدة الصداقة والتعاون التي أبرمها الاتحاد السوفياتي (السابق) مع سوريا في 1980 والتي لا تزال سارية، لا تلزم روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لسوريا إذا تعرضت لتدخل خارجي. وأضاف أن المادة السادسة من المعاهدة تنص حرفيا على أنه "إذا برزت أوضاع تهدد سلام أو أمن أحد الطرفين أو تشكل خطرا على السلام أو تخرق السلام والأمن في العالم أجمع، فإن الطرفين المتعاقدين سيباشران فورا بإجراء اتصال بهدف تنسيق مواقفهما والتعاون من أجل إزالة الخطر القائم وإعادة السلام". وتابع أنه "على أي حال فإن روسيا لا تنوي القيام بعمل كهذا". وينص أحد بنود المعاهدة على أن الاتحاد السوفياتي سيتدخل إذا غزا طرف ثالث أراضي سوريا. وفي سياق متصل قال المتحدث الروسي إن موسكو ستطالب مؤسسات الأممالمتحدة المعنية بمكافحة "الإرهاب" بتوضيح قانوني لدعوة بعض الدول إلى تسليح المعارضة السورية. وأدان لوكاشيفيتش تلك الدعوة التي قال إنها صدرت عن دول شاركت في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا بتونس الشهر الماضي, مشيرا إلى السعودية وقطر. وقال إنه "بعد التأكد من وجود عناصر من تنظيم القاعدة بين صفوف المجموعات المسلحة غير القانونية على الأراضي السورية، فنحن نتساءل كيف تتوافق مثل هذه التصريحات لسياسيين مسؤولين مع القانون الدولي بشكل عام ولا سيما أن قرارات مجلس الأمن الدولي تلزم جميع الدول بعدم تمويل المنظمات الإرهابية وعدم توريد السلاح لها وعدم دعم نشاطها بأي شكل من الأشكال". وتابع لوكاشيفيتش أن مبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي تلزم الدول بعدم تنظيم عمليات "إرهابية" على أراضي دول أخرى والتحريض عليها والمساهمة أو المشاركة فيها. وانتقد المتحدث الروسي قنوات فضائية بينها قناة الجزيرة قائلا إن تلك القنوات "تمنح المتطرفين فرصة عبر أثيرها بشكل مباشر للدعوة إلى القضاء على من لا يشاركهم مواقفهم حيال الأزمة السورية".