استقطبت مدينة طنجة في السنوات الاخيرة عددا من المشاريع الكبرى اوقعت المدينة في مصاف المدن الافريقية الاكثر نموا من الناحية الاقتصادية. ولعل مشاريع مثل مشروع رونو الكبير، ومشروع ميناء طنجة المتوسط، وغيرها من المشاريع الكبرى التي تنفرد بها مدينة طنجة،زكت تفوق المدينة اقتصاديا مما وفر لها مناخ اقتصادي يسل لعاب اكبر الشركات العالمية التي وجهت وتوجه استثماراتها لمدينة طنجة منذ سنة 2010. بناء طنجة- تيك سنة 2017 لم تكن سوى سنة انتعاش اقتصادي بمدينة طنجة، خصوصا بعد الاعلان رسميا عن انشاء واحدة من بين اكبر المشاريع الاقتصادية على الصعيد الافريقي ، مشروع جاء ثمرة زيارة قام بها الملك محمد السادس الى الصين في 2016، وخلالها التقى الزعيم الصيني الذي توج الزيارة بتوقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى كان من بينها احداث مشروع كبير بمدينة طنجة . “مدينة محمد السادس طنجة-تيك” رأت النور رسميا في حفل ترأسه الملك محمد السادس، يوم العشرين من شهر مارس 2017 بقصر مرشان بطنجة، وخلاله قدم لجلالته ولضيوف المغرب الصينيين مشروع إحداث “مدينة محمد السادس طنجة- تيك” الجديدة وذلك بمنطقة عين دالية شرق المدينة. “مدينة محمد السادس طنجة-تيك” نالت اعجاب الصينيين وعلى راسهم رؤساء المجموعة الصينية “هيتي” الذين كشفوا عن استعدادهم لتقديم نموذج اقتصادي عملاق بشمال المغرب عبر مشروع طنجة-تيك الذي يتوقع انتهاء الاشغال به بعد سنوات، بناءا على استراتيجية كبيرة وضعت اسس بناءها بشراكة مع مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، ليتم بذلك تجسيد نموذج حي للشراكة الصينية- المغربية. رؤية واستراتيجية طنجة-تيك المدينةالجديدة، التي حددت لها مساحت تفوق الفي هكتار،تحتوي مشاريع هامة وغير مسبوقة بنفس جديد للاقتصاد المغربي ، اذ تضم المدينةالجديدة مدينة صناعية حديثة ومستقبلية وإيكولوجية، مرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، وتوفر في الآن ذاته، نمط عيش صحي وذي إنتاجية، الى جانب ذلك ستصبح المدينةالجديدةطنجة تيك منفتحة على اوروبا انطلاقا من الممر البحري المينائي طنجة المتوسط ، وينتظر ان تستقطب ما يقرب عن 180 مقاولة صينية، وتشغل بالقطاع الصناعي وقطاع السكن والصحة والتعليم، أكثر من 200 ألف شخص خلال السنوات العشر المقبلة. مدينة محمد السادس طنجة تيك ، التي تعد انجازا اقتصاديا تروم استقطاب راسمال هام يتجاوز 11 مليار دولار، أي أزيد من 105 مليار درهم، ستكون واحدة من بين المدن الاقتصادية في افريقيا وستعمل على انشاء وربط شبكة متناغمة من الانشطة الصناعية التي تعرفها منطقة الشمال على الخصوص في افق المساهمة في بلورة الرؤية والاستراتيجية التي يتوخاها الملك محمد السادس، الذي دعا بناءا على تعليماته السامية الى “وضع اسس إقلاع سريع للأنشطة الاقتصادية بطنجة، ومنطقة شمال المملكة برمتها، وفق تخصيص مخطط التسريع الصناعي 2014- 2020 محورا إستراتيجيا للشراكة الصناعية بين المغرب والصين”. اهتمام صيني كبير تحول الجانب الصيني الى السرعة القصوى في انجاز مدينة محمد السادس طنجة- تيك، وقامت وفود وشركات صينية على مدار سنة 2017 بزيارات عديدة لمنطقة عين دالية بمدينة طنجة للوقوف على اشغال انجازو المدينةالصينية الكبيرة . الوفود الصينية التي توالت على المدينة شاركت في العديد من التظاهرات الاقتصادية سواءا بمدينة طنجة او غيرها من المدن المغربية التي شهدت ندوات ومؤتمرات ونقاشات اقتصادية تهم الشراكات الاقتصادية المغربية والاقلاع الاقتصادي المغربي. رئيس مجموعة “هيتي” الصينية ، لي بياو ، ابدى ارتياحه الكبير في سياق حديثة قبل اشهر لموقع 360 بمدينة طنجة، واعتبر ان مشروع طنجة-تيك مشروع يوفر جميع وسائل الراحة للمقاولات الصينية التي تود الاشتغال بالمغرب في السنوات القادمة. الشركاء الصينيون عبروا ايضا على ان توهج المغرب اقتصاديا وفي مناسبات عديدة مرده الى الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي ينعم به المغرب، باقتصاد منفتح على العالم ومندمج بكيفية جيدة في سلاسل القيم الدولية، مدعوما باستقرار رواد صناعيين عالميين في قطاعات تتطلب الجودة والتنافسية. كل هذه المعطيات تؤكد الوفود الصينية التي زارت طنجة بدعوة من البنك المغربي للتجارة الخارجية الشريك الاساسي في المشروع،” معطيات تجعل من المغرب بيئة مثالية للاستثمار بالنسبة للمستثمرين الصينيين الاخرين”. اقلاع بالتتشغيل الصين عازمة على تشغيل اليد العاملة المغربية، وايجاد فرص كبرى لعدد من الشباب بالمنطقة، بعد تكوينهم في مجالات عديدة ، هكذا عبرت العديد من اراء الوفد الصيني في زيارات متتالية لمدينة طنجة وخلال الاجتماعات الموسعة مع الاطراف المعنية بالاقتصاد والاستثمار بمدينة طنجة. وفي هذا السياق اعلنت المجموعة الصينية ان مشروع طنجة-تيك يهم اساسا الحد من البطالة وتوفير شغل قار عبر إنشاء قطب اقتصادي بوسعه إحداث 100 ألف منصب شغل، من بينها 90 ألف منصب شغل على الأقل ستؤول إلى ساكنة منطقة طنجة. ويشمل هذا المشروع المدعوم بصناعة دقيقة وصناعة عصرية للخدمات، استقرار 200 شركة صينية تنشط في صناعة السيارات، وصناعة الطيران، وقطع غيار الطائرات، والإعلام الإلكتروني، والنسيج، وصناعة الآليات وصناعات أخرى. حيث سيصل الاستثمار الإجمالي للمقاولات بالمنطقة بعد عشر سنوات ما قيمته 10 ملايير دولار. من جهة ستستقطب عمليات انجاز وبناء التصميم الأولي، الذي سيمتد على فترة 10 سنوات العديد من اليد العاملة المغربية، تنتهي بإحداث مدينة دولية ذكية جديدة، تدمج المعطى الإيكولوجي، والسكن، والصناعة، وحيوية الابتكار، باستثمار إجمالي قدره مليار دولار.