سيكون كوفي عنان الذي كلفته الاممالمتحدة والجامعة العربية الخميس بوساطة في الازمة السورية، بحاجة الى مهاراته الدبلوماسية والخبرة التي اكتسبها طوال عشر سنوات قضاها على راس المنظمة الدولية لوقف اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ احد عشر شهرا. ولا يزال هذا الدبلوماسي الغاني البالغ من العمر 73 عاما وصاحب الصوت الهادئ، الامين العام الوحيد -- شغل المنصب بين عامي 1997 و2006 -- الذي اختير من داخل الاممالمتحدة التي عمل فيها 35 عاما. وتم تعيين عنان الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2001، مساء الخميس من جانب خلفه في الاممالمتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي موفدا خاصا للهيئتين الى سوريا حيث اسفر القمع الدامي عن مقتل 7600 شخص منذ اذار/مارس 2011. وقال جيمس تروب احد الذين كتبوا سيرة انان، ان اختياره "لهذا النوع من المهام (...) منطقي تماما". واضاف ان "قدرته على الاقناع واسلوبه هادى ولبق الى درجة ان محادثية يعتقدون انه ضعيف بينما هو بكل بساطة لم يصبه حب الذات بالعمى". وتابع تروب ان كوفي عنان يستخدم هذا التواضع الظاهري "استراتيجية" لاقناع محادثيه "بتقديم تنازلات ما كانوا سيقدمونها في اطار خلافي اعمق". وليست هناك شخصيتان متباينتان للجدل مثل كوفي وريتشارد هولبروك. ومع ذلك وصفه الوسيط الاميركي الذي فاوض حول اتفاقات دايتون حول البوسنة في 2001 بانه "افضل امين عام في تاريخ الاممالمتحدة". وفي تشرين الاول/اكتوبر 2001، منح انان مع الاممالمتحدة جائزة نوبل للسلام. وخلال عشر سنوات على رأس الاممالمتحدة، ساهم انان في تعزيز مكانة المنظمة الدولية. لكن ولايته الثانية شهدت فضيحة برنامج "النفط مقابل الغذاء" في العراق في 2005 وقضايا فساد في ادارة الاممالمتحدة. وبمعزل عن الثغرات في المنظمة، دفع انان ثمن معارضته العلنية للحرب في العراق التي قال انها "غير شرعية" لانها تقررت خارج اطار الاممالمتحدة. وبقيادته، سمحت قمة الالفية بقطع وعود جماعية تهدف الى خفض الفقر بمقدار النصف حتى 2015. وبعد مغادرته الاممالمتحدة في 2006، شهدت بعض محاولاته المشاركة في ملفات معقدة -- مثل كينيا وساحل العاج وارتفاع حرارة الارض -- نتائج متفاوتة. ففي كينيا، عمل عنان على وقف اعمال العنف التي اودت بحياة اكثر من 1500 شخص بعد اعتراض المعارضة على نتائج الانتخابات الرئاسية. لكنه فشل في ساحل العاج حيث عمل في اطار مجموعة الحكماء التي ضمت ايضا ديسموند توتو (جنوب افريقيا) وجيمي كارتر (الولاياتالمتحدة) في اقناع الرئيس لوران غباغبو بقبول نتائج الانتخابات. واسس كوفي عنان في 2007 في جنيف حيث يقيم حاليا "المنتدى الانساني العالمي" الذي يطمح الى تعبئة الحكومات والشركات الكبرى لادارة نتائج التغيير المناخي. لكن المنتدى اضطر لاغلاق ابوابه تحت عبء الديون بعد ثلاثة اعوام على انشائه.