حوّل إخفاق المنتخب الوطني المغربي اهتمامات الرأي العام من متابعة التنصيب الدستوري للحكومة الجديدة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى متابعة منافسات الفرق الرياضية بالغابون. وأثار انهزام المغاربة أمام الغابونيين سخطا عارما في الأوساط الشعبية. فقد أثار انهزام المغاربة أمام الغابونيين ليلة الجمعة الماضية في نهائيات كأس أفريقيا بثلاثة أهداف مقابل اثنين سخطا عارما في الأوساط الشعبية بالمغرب، وأدى إلى حدوث بعض الصدامات مع قوات الأمن كما حصل في مدينة تازة شرقي المغرب, وسط مطالبات بإعادة النجم السابق بادور الزاكي لتدريب المنتخب. كما اجتاح الجمهور في مقابلة جمعت فريق الرجاء المغربي بالكوكب الرياضي المراكشي يوم الأحد الماضي ميدان اللعب احتجاجا على هزيمة المغرب واضطرار حكم المباراة إلى الإعلان عن نهاية المواجهة قبل وقتها القانوني. ونال مدرب المنتخب المغربي إيريك غيريتس ذي الجنسية البلجيكية القسط الأوفر من الانتقادات الشعبية، وحملته جهات عديدة مسؤولية "الخروج المذل" للمغرب من كأس أمم أفريقيا. وقال غيريتس -في مؤتمر صحفي أمس الاثنين في ليبروفيل عاصمة الغابون- إن المسؤول الأول والأخير في مثل هذه الحالات يكون دائما هو المدرب. وعلى إثر ذلك، أكدت الهيئة الوطنية لحماية المال العام -في اتصال للجزيرة نت بها- أنها ستقدم شكوى إلى القضاء المغربي من أجل محاسبة المسؤولين عن إبرام العقد مع المدرب الأجنبي وفتح تحقيق بشأن الأجر الحقيقي الذي يتقاضاه. وطالبت أصوات عديدة بالمغرب من حكومة عبد الإله بنكيران الكشف الفوري عن أجر المدرب الأجنبي وفسخ العقد معه، وكشفت وسائل الإعلام بالمغرب أنه يتقاضى حوالي 290 ألف دولار, إضافة لتعويضات أخرى. غير أن المغرب يربطه بالمدرب البلجيكي -الذي كان يدرب في السابق فريق الهلال السعودي- عقد عمل ينتهي في 2014، وإقالته في الظرف الحالي ستكلف المغرب تعويضا إجماليا لفائدته يبلغ حوالي 12 مليون دولار. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد ارتفعت أصوات أخرى تطالب بحل الجامعة الملكية المشرفة على كرة القدم بالمغرب، التي يترأسها المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء علي الفاسي الفهري منذ 16 أبريل/نيسان 2009، بسبب فشلها في تدبير شؤون المنتخب المغربي. وكأن التاريخ يعيد نفسه، فقد كان المنتخب الغابوني أيضا وراء رحيل المكتب الجامعي السابق بتاريخ 31 مارس/آذار 2009، والذي كان يترأسه الجنرال في الدرك الملكي حسني بنسليمان. وقد حمل مدربون مغاربة غيريتس مسؤولية إخفاق المنتخب الوطني لاعتماده على لاعبين غير جاهزين وتهميش لاعبي البطولة الوطنية. وقال مدرب فريق النادي القنيطري محمد يوسف المريني للجزيرة نت إن اللاعبين المغاربة كانوا غير جاهزين من الناحية البدنية وخانتهم اللياقة التنافسية، فكانوا ينهارون بالشوط الثاني من المباراة. وذكر أن "تصريحات لا مسؤولة كانت تجزم بأن المغرب سيحرز اللقب الأفريقي قبل إجراء المنافسات دفعت اللاعبين إلى الإحساس بنوع من الغرور وعدم تقدير قدرات الخصم". وانتقد سياسة البحث عن اللاعب الجاهز من الأندية الأوروبية واستيراد المدرب العالمي، "إذ لا بد من هيكلة الأندية الوطنية وصقل المواهب الناشئة والتدرج بها نحو الاحتراف". وطالب بتأسيس إدارة تقنية مستقلة لتكوين المنتخبات واختيار المدرب الوطني ووضع سياسة عامة مبنية على تدريب اللاعبين داخل مراكز تكوين خاصة من أجل إنتاج منتخب وطني كبير. من جهة ثانية, أسس ناشطون على موقع فيسبوك صفحة تحت عنوان "الشعب يريد بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني"، مطالبين بتعويض المدرب الأجنبي بمدرب آخر من المغرب. وسبق للحارس الدولي السابق بادو الزاكي أن تحمل مسؤولية تدريب المنتخب المغربي لكرة القادم ووصل معه إلى المباراة النهائية لكأس أفريقيا التي نظمت في تونس عام 2004.