لم يتردد أرسين فينغر، مدرب أرسنال الإنجليزي في التأكيد لوسائل الإعلام ، أن مدرب منتخب لكرة القدم يجب أن يحمل جنسية البلد الذي يشرف عليه. وأضاف ردا على سؤل يتعلق بخليفة فابيو كابيلو المستقيل من تدريب المنتخب الإنجليزي:» أرى أن خليفة كابيلو يجب أن يكون إنجليزيا. لقد قلت ذلك دائما ليس لأن المحلي يعمل أفضل من الأجنبي٬ لكن عندما تمثل بلدا يجب أن يحمل المدرب جنسيته». لم يقل هذا الكلام مدرب مغمور، أو اسم نكرة في عالم التدريب، بل ردده أرسين فينغر بكل الثقل الذي يملكه في هذا المجال. في عدد من البلدان بات من الضروري أن يكون مدرب منتخبها الأول يحمل جنسية البلد، ليس بالضرورة لأنه الأكفأ ولكن لأنه الأقرب إلى اللاعبين، ويعيش بشكل يومي نبض الشارع، ويعرف أدق التفاصيل التي يمكن أن يكون لها تأثيرها على نتائج المباريات وأداء اللاعبين. لذلك، نجح عدد من المدربين في تحقيق نتائج إيجابية مع منتخباتهم، آخرهم الدولي الإيفواري السابق فرانسوا زاهوي الذي قاد منتخب الكوت ديفوار لبلوغ النهائي وسينافس يوم الأحد على نيل اللقب القاري، أما المدربون الأجانب الذين نجحوا مع منتخبات غير تلك التي يشرفون عليها، فقد نجحوا لأن المنتخب الذي يدربونه أصبح جزءا منهم، كما هو الحال مع هيرفي رينار، مدرب المنتخب الزامبي أو ألان جيريس مدرب منتخب مالي. لدينا نحن، تبدو الصورة مختلفة، فالمدرب المحلي يتعرض للهجوم وللقصف العلني والسري. بادو الزاكي، قاد المنتخب الوطني إلى نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، فوجد نفسه بعد ذلك خارج المنتخب. امحمد فاخر، أهل المنتخب إلى نهائيات غانا 2008 بدون خطأ ولما اقترب موعد الكأس القارية تمت إقالته وتعويضه بالفرنسي هنري ميشيل، الذي سرعان ما اصطدم بجدار النهائيات وغادر من الباب الضيق. أما عندما أرادت جامعة الفهري أن تمهد الطريق لمجيء البلجيكي إيريك غيريتس، فإنها عينت أربعة مدربين مغاربة دفعة واحدة، في محاولة لدق آخر مسمار في نعش المدرب المحلي. وفي مقابل ذلك، فإنها تغدق المال على المدربين الأجانب وآخرهم البلجيكي إيريك غيريتس، إذ يتقاضون رواتب خيالية مستفزة لمشاعر المغاربة، بل إن عقد غيريتس ليس له مثيل، لأنه لم يجد نفسه مطالبا بتحقيق أي شيء في كأس إفريقيا بالغابون.