دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت عنوان "جمعة حق الدفاع عن النفس - سوريا دولة مدنية لكل مواطنيها". وتواصلت أعمال العنف في سوريا أمس وأسفرت عن سقوط 57 قتيلاً منهم عشرة اطفال برصاص قوات النظام التي اقتحمت مدينة دوما في ريف دمشق التي شهدت اشتباكات عنيفة الاسبوع الماضي. هذا وأكد مسؤول محلي لوكالة "رويترز" أمس، أن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من "الجيش السوري الحر" الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار. وفي مشهد أخر، تجمعت حشود كبرى من السوريين الخميس في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد وعن رفضهم التدخل الخارجي بشؤونهم الداخلية. من جانب اخر، صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب "مصادقته" على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية. وقال العربي للصحافيين في القاهرة انه سيتوجه "الى نيويورك بعد غد السبت هو ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وذلك للاجتماع مع مجلس الامن الدولي الاثنين وابلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا وطلب مصادقته عليه". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الاحد الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى "بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز اسبوعين" من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبت الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة. واعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة. وطالب العربي الخميس الحكومة السورية ب"الامتناع عن اي تصعيد امني او عسكري" معربا عن قلقه "لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا". وقال العربي في بيان انه يشعر ب"القلق لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا وهو ما يؤدي الى سقوط مزيد من الضحايا الابرياء كل يوم". ودانت الاممالمتحدة والصليب الاحمر وفرنسا مقتل المسؤول في الهلال الاحمر السوري عبد الرزاق جبيرو. ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قتل جبيرو الاربعاء وطلب من الحكومة السورية "اجراء تحقيق في هذه الجريمة واحالة المسؤولين عنها الى القضاء". واشار بان كي مون الى ان الهجوم "استهدف آلية كان شعار الهلال الاحمر واضحا للعيان عليها". و"ذكر الجميع بواجباتهم التي تقضي باحترام العاملين في المجال الانساني وحمايتهم خلال تأدية مهامهم". وقتل عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر في ادلب، قرب خان شيخون اثناء تنقله على الطريق السريع بين حلب ودمشق الاربعاء، كما ذكر الصليب الاحمر. وكانت وكالة سانا الرسمية السورية اعلنت ان جبيرو قتل بايدي "مجموعة ارهابية مسلحة" اطلقت النار عليه بالاسلحة الرشاشة. من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية في بيان ان "مدير منظمة الهلال الأحمر بادلب الطبيب عبد الرزاق جبيرو اغتالته قوات الامن على طريق خان شيخون -المعرة". فيما اتهمت صحيفة حكومية الخميس البلدان العربية بعرقلة الحل الداخلي للازمة في سوريا والتورط بعمليات القتل والارتباط بمشاريع اميركية. وكتبت صحيفة تشرين الحكومية "عوضا عن أن تلعب الدول العربية دورا موضوعيا وحياديا في تغليب لغة الحوار والمنطق بين السوريين لحل الأزمة التي تشهدها بلادهم، فإن استمرارها في تنفيذ سياسة الضغوط والعقوبات والانسياق خلف المشاريع الأميركية وإغفالها للحقائق سيزيدان من معوقات الحل الداخلي تدريجيا". واعتبرت الصحيفة "أن بعض الأنظمة العربية أصبحت متورطة فعليا في عرقلة الحل بعد تورطها في عمليات القتل والتخريب الجارية بشكل مباشر أو غير مباشر". ودعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية الخميس الى التشاور مع موسكو قبل التوجه الى مجلس الامن الدولي لاقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي الى جانب النظام السوري. وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية التي تضم احزابا يسارية وكردية وشخصيات معارضة، في اتصال مع وكالة فرانس برس انه يأمل في ان "يذهب (الامين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي الى موسكو قبل توجهه الى نيويورك" للحصول على دعم مجلس الامن للمبادرة العربية. واعرب مناع عن اعتقاده ان روسيا "يمكن ان تؤيد هذه المبادرة اذا شعرت انها طرف فيها، اما اذا همشت فستواجهها"، مضيفا "الروس يريدون دورا اكبر". وحذر مناع من ان شعور موسكو ان هناك "محاولات لابعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها الى جانب السلطات السورية". وتنص الخطة العربية التي تلاها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام الاجتماع الوزاري في القاهرة الاحد على "تفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية" يفترض ان يتم تشكيلها "خلال شهرين". ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل "مجموعات ارهابية" يتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 في سوريا، سقط اكثر من 5400 قتيل بحسب الاممالمتحدة، واعتقل عشرات الالاف بحسب المعارضة.