أحدثت مشاركة المدير الفني لنادي برشلونة بيب غوارديولا في مؤتمر للسلام على الشبكة العنكبوتيّة إستياءً بالغاً لدى جماهير الفريق الكاتالوني في الوطن العربي حيث أطلق شبان غاضبون حملة على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" للتنديد بمشاركة "معشوقهم" في هذا المؤتمر. وصب كثير من محبي البارسا في فلسطين، فور سماعهم الخبر، جام غضبهم على "معشوقهم " غوارديولا بسبب المشاركة في المؤتمر الإفتراضي الأول للسلام برفقة الرئيسيّن الفلسطيني والإسرائيلي ،محمود عباس وشيمون بيرس، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون. وأشار شبان غاضبون على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" إلى حجم الإستياء الكبير الذي ينتاب أنصار البلوغرانا العرب بعد مشاركة غوارديولا في المؤتمر رغم معرفة المدرب الشاب بحجم المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني من جراء السياسات العنصرية الإسرائيليّة. ويدرك غوارديولا جيداً معاناة الشعب الفلسطيني بعد إحترافه لمدة عامين مع الأهلي القطري حيث تعرف عن قرب على الأمور الحياتيّة للشعوب العربيّة في تلك الفترة الزمنيّة. وسارعت جماهير الغريم التقليدي ،ريال مدريد، إلى التشفي من أنصار برشلونة عبر نشر صور أرشيفيّة لغوارديولا عندما قام بزيارة لإسرائيل من أجل حضور حفل غنائي تُحييه صديقته المطربة الإسرائيليّة "نيني" على مسرح يحمل إسم "القدس" في إطار إحتفالات الدولة العبريّة بذكرى قيامها. وتركت الزيارة السابقة مشاعر سلبية للغاية لدى محبي الفريق الكاتالوني من مدربه الشاب حيث أتت بعد فترة زمنية قليلة من زيارة نجم دفاع برشلونة والماتادور الإسباني جيرارد بيكيه برفقة عشيقته المطربة الكولومبية الشهيرة شاكيرا إلى مدينة القدسالمحتلة، استجابة لدعوة من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، إلى حضور منتدى يدعو إلى تركيز الجهود على حماية وتعليم الأطفال في أنحاء العالم كافة. ويملك غوارديولا "كاريزما" جذابة جعلته من المحبوبين حتى لدى عشاق الغريم الأزلى ريال مدريد نظراً لتواضعه الشديد حتى في لحظات الإنتصار علاوة على إرجاعه الفضل إلى اللاعبين في الإنجازات الكثيرة التي يحققها الفريق الكاتالوني في السنوات الاخيرة. ونجح غوارديولا في الفوز ب13 لقباً من أصل 16 في أقل من 4 سنوات مع برشلونة منذ تعاقده مع جوان لابورتا رئيس برشلونة في صيف 2008 كان آخرها تتويج البلوغرانا بكأس العالم للأندية في اليابان على حساب سانتوس البرازيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتوج مؤخراً بجائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2011 متفوقاً على البرتغالي جوزيه مورينيو والإسكتلندي السير أليكس فيرغسون في حفل الفيفا السنوي في مدينة زيوريخ السويسريّة. وأعلن "أوري سافير" مدير مركز بيرتس للسلام في وقت سابق أن عشرات الآلاف من الشباب العربي و"الإسرائيليين" من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط يستعدون لإطلاق "المؤتمر الأول للسلام" عبر صفحة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وذكرت صحيفة" يديعوت أحرونوت" العبريّة أن المؤتمر الإفتراضي تنظمه مجموعة ( يالا- ياقادة الشباب) الناشطة على موقع التواصل الاجتماعي (Facebook) بالتعاون مع مركز بيرتس للسلام حيث إنطلق صباح الإثنين ويستمر حتى مساء اليوم الثلاثاء. وجاء على صفحة المؤتمر عبر "فيس بوك" المسماة "يالا مؤتمر سلام" البيان الآتي: "نحن في (يلا- يا قادة الشباب)، الحركة الشرق اوسطية على الانترنت من اجل التغير، الشراكة، العدالة الأجتماعية، السلام والأزدهار سنعقد اول مؤتمر على الانترنت للشباب في الشرق الأوسط بمشاركة 40,000 عضو من الحركة، (و) نحن نؤمن بأن (يالا) يجب أن تبدأ التحرك والإنطلاق الآن". ويشارك في المؤتمر بخلاف الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي ووزيرة الخارجيّة الأمريكية ومدرب برشلونة بيب غوارديولا كل من رئيس الرابطة الوطنيّة لكرة السلة في الولاياتالمتحدة الأميركية ديفيد سترين والممثلة الأميركية شارون ستون حيث من المنتظر مشاركة بعضهم عبر الفيديو كونفرس وآخرين من خلال رسائل مكتوبة. ويهدف المؤتمر بحسب أوري سافير في المقام الأول إلى وضع جدول أعمال للجيل القادم في الشرق الأوسط فيما يتعلق بمستقبل المنطقة وإعتماد أربعة مشاريع ومبادرات مشتركة من شأنها أن تكون نقطة إنطلاق لتأسيس برامج أكاديمية عبر الإنترنت لبناء وتدريب القادة الشباب بالتعاون مع الجامعات الرئيسية في الولاياتالمتحدة الأميركيّة. وأشارت الصحيفة إلى أن صفحة المبادرة (يالا يا قادة الشباب) تضم نحو 37000 عضواً بينهم 9000 من مصر، 3500 إسرائيليين، 2500 فلسطيني، 1500 جزائري، 1400 مغاربة، 1050 عراقيا و 700 سعودي، و 500 ليبي، و 190 من لبنان وممثلين من دول أخرى. يذكر أن المجموعة الشبابية الشرق أوسطية (يالا) انطلقت العام الماضي بمبادرة من رئيس المركز سافير، حيث يقوم شباب من إسرائيل وفلسطين والعالم العربي بتبادل الآراء والأفكار عبر الصفحة. كما تم تنظيم نشاطات عدة، أبرزها تنظيم رحلة لشباب من فلسطين وإسرائيل ومصر والجزائر إلى برشلونة، حيث تمت زيارة المدينة والاطلاع على معالمها ومؤسساتها وحضور مباراة كرة قدم لفريق برشلونة، ومشاهدة تدريبات الفريق الكاتالوني، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة برشلونة.