الإقامة في الغربة وبعيدا عن الأهل والأحباء والوطن فهي مشكلة بحد ذاتها وأن تكون مهاجر وبدون عمل فهي مشكلة مضاعفة، وفوق هذا وذاك أن ياتي ابن البلد ويمارس النصب والاحتيال ضد أنباء بلده فهنا تكمن "الكارثة". فقد أفادت الشرطة الوطنية الاسبانية يوم أمس السبت أنها اعتقلت مواطنا من أصل مغربي يبلغ من العمر 46 عام ومقيم في مدينة "كارتاخينا" التابعة لاقليم مورسيا (شرق)، كان يسعى للثراء السريع غير المشروع على حساب أبناء وطنه وجلدته عبر بيعهم لعقود عمل مزورة للعمل في اسبانيا. هذا وقد علمت المفوضية العليا للأجانب في استورياس (شمال) في يونيو الماضي بوقوع عملية احتيال كان ضحيتها مواطن مغربي قام بدفع مبلغ 2500 يورو كجزء من مبلغ إجمالي بقيمة 7000 يورو لاحد المغاربة مقابل وعده بالحصول على عمل في مهنة اللحام. وبعد أن حط المهاجر "الضحية" رحاله في اسبانيا لم يحصل على أي شغل في أي شركة بينما استمر المحتال في مطالبته بدفع ما تبقى في ذمته من المبالغ المالية المتفق عليها وعندما رفض ذلك هدده بالانتقام من أسرته المقيمة في المغرب. ولكن القصة لم تنتهي هنا، فقد توصل البوليس بعد متابعة التحقيق للبحث عن مزيد من ضحايا النصب والاحتيال تمكنت من التأكد أن المحتال الذي أعتقل وأحيل إلى القضاء، أنه قد مارس عملية الاحتيال ضد 8 أشخاص آخرين على الأقل كانوا من ضحايا النصب بنحو 50 ألف يورو.