يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، في أواخر أكتوبر الجاري، وإلى غاية رابع فبراير المقبل، معرض «من غويا إلى اليوم: نظرة على المجموعة المتحفية لبنك إسبانيا». ويضم المعرض ذاته تحف المجموعة الخاصة ببنك إسبانيا، التي سيكون زوار متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر على موعد مع اكتشافها للمرة الأولى خارج منطقة شبه الجزيرة الإيبيرية. ويفتتح المعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وملك إسبانيا فيليب السادس وبتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، بندوة صحافية يشرف عليها مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف و ريكاردو دييز هوشليتنر، سفير إسبانيا بالمغرب، ولويس ماريا ليندي، والي بنك إسبانيا، وعبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس، ويولاندا روميرو، محافظة ببنك إسبانيا ومندوبة المعرض، وإيزابيل تيخيدا، مندوبة المعرض ذاته. وتعتبر مجموعة بنك إسبانيا من أهم مجموعات الفن الحديث والمعاصر بإسبانيا، إذ تضم الأعمال السبعون التي ستعرض بمتحف محمد السادس لوحات ومنحوتات لكبار الفنانين، أمثال غويا وسورولا وزولواغا وساورا وتابيس وبارسيلو. وسيكون المعرض مناسبة لاكتشاف فنانين إسبان كانوا لزمن طويل تحت تأثير الفن الفلمنكي والإيطالي، لكنهم استطاعوا بعد ذلك التخلص من هذا التأثير وفرض حسهم الفني، كما ظلوا أكثر من غيرهم قادرين على مسايرة التيارات التاريخية الأوربية والإسبانية والتأثر بها. ويمنح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط للزائر فرصة السفر بين حقب تاريخية غنية ومنتقاة، الأمر الذي يعطي لمحة واسعة عن أعمال هؤلاء الفنانين الكبار. وخصص القسمان الأولان من المعرض ذاته من مسار الزيارة للصور الملكية الإسبانية والشخصيات المرموقة من القرن الثامن عشر إلى العشرين، بما في ذالك لوحة خاصة من إنجاز غويا، الذي بصم تاريخ الفن باعتباره أهم مؤسسي الحداثة، بينما خصصت الأقسام الأخرى لعرض لوحات لفازكيز دياز وسورولا وزولواغا باعتبارهم رواد القرن العشرين. ويعتبر الفن الإسباني التجريدي لفترة ما بعد الحرب من أبرز نقاط قوة هذه المجموعة، إذ تمثله روائع لرواد عالميين من أمثال سورا وميلاريس وتشيليدا وغريرو وتابيس وبالازويلو، كما أن التيار الواقعي لأمثال إكيبو كرونيكا وكانوغار والتشكيل الجديد (غورديلو، بارسيلو) حاضر بقوة في الأقسام المتبقية من المعرض. ويلتقي الزوار في ختام جولتهم لمعرض «من غويا إلى اليوم: نظرة على المجموعة المتحفية لبنك إسبانيا»، بأعمال لسانميغيل وأبالي، التي تعكس بعض الممارسات المعاصرة والمفاهمية الجديدة والتي تسائل مفهوم التمثيل.