استقالة حميد نرجس، خال فؤاد عالي الهمة، و"هروبه" بحوالي مائة مستشار من الأصالة والمعاصرة نحو حزب الاستقلال، إدماج عدد كبير من الشباب والنساء في اللوائح الانتخابية خلال الاستحقاقات الانتخابية بنسبة تتراوح ما بين 60 و70 في المائة، أي تتجاوز بشكل انقلابي، نسب الكوطا واللوائح الوطنية، عدم قبول ترشح أربعة مستشارين قدموا استقالتهم من مجلس المستشارين من أجل الترشح باسم الحزب في انتخابات مجلس النواب، اعتراف بوجود أسماء فاسدة داخل الحزب، وإقرار بأن زمن طردها قادم لا محالة.. ما الذي يجري بالضبط في حزب الأصالة والمعاصرة؟ هذا هو السؤال الذي خلصت إليه "أندلس برس"، من خلال تتبع التطورات الميدانية التي يعرفها "البام" خلال الأسابيع الأخيرة. بالنسبة لطرد حميد نرجس، ولو أن الأمر لم يتم بصيغة الطرد، وإنما تم بصيغة الاستقالة، فقد تتم تتويج عملية انفصال خال الهمة عن الحزب، عبر تحريكه بوصلة المحسوبين عليه، لتقديم استقالتهم من الحزب، مع تعبيد الطرق أمامهم للالتحاق بصفوف بعض الأحزاب المنضوية تحت لواء الأحزاب المشكلة "للتحالف من أجل الديمقراطية"، من أحل ما وصفناه يوم أمس بعملية "هدم الهيكل على الجميع"، حيث أحدثت نزيفا كبيرا على مستوى إقليمقلعة السراغنة، عندما قرر عبد الرزاق الوارزازي، الذي أطاح به المكتب الوطني من على رأس قائمة الحزب بدائرة السراغنة زمران، ترجيح كفة حزب الاستقلال، وعمد إلى تجييش أنصاره بالإقليم، ما نتج عنه تقديم استقالة أزيد من 100 عضو، ينتمون إلى 24 جماعة بالإقليم، ضمن 39 جماعة يسيرها أعضاء في الأصالة والمعاصرة. وجاء رد الحزب سريعا، حسب ما تأكد ل"أندلس برس"، عندما انتخب أحمد التويزي أمينا عاما جديدا للحزب بجهة مراكش تانسيفت الحوز خلفا لحميد نرجس، وجاء انتخاب التويزي في اجتماع للمكتب الجهوي ل"البّام" بمراكش حضره محمد الشيخ بيد الله الأمين العام للحزب ومساعده علي بلحاج زوال يوم أول أمس الأربعاء 26 أكتوبر 2011، وحسب مضمون بلاغ توصلت "أندلس برس" بنسخة منه، فإن محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب، أحاط أعضاء المكتب الجهوي الذي لم يطرأ عليه أي تغيير غير استقالة نرجس، علما بخلاصات قرار ما يسمى لجنة التحكيم الوطنية داخل حزب الجرار المتعلقة بالأسماء التي حظيت بتزكية الحزب في الجهة للاستحقاقات التشريعية القادمة. وفيما يتعلق بضخ دماء نسائية وشبابية جديدة، تأكد ل"أندلس برس" أيضا، أن ترشيح وجوه جديدة في اللوائح المحلية للحزب، ناهز نسبة 70 في المائة، إلى جانب سحب عدد مهم من برلمانيي الحزب ترشيحاتهم في اللحظات الأخيرة دون معرفة السبب، ولو أن بعض أعضاء المكتب الوطني في الحزب، يؤكدون على أن هناك رغبة في تجديد دمائه وقاعدته الانتخابية تماشيا مع الحراك السياسي الذي يعيشه المغرب على إيقاعات "الربيع العربي". كما علمت "أندلس برس" أن الحزب قرر عدم ترشيح أي من مستشاريه في الغرفة الثانية، عندما رفض ترشيح أربعة مستشارين قدموا استقالتهم في وقت سابق من مجلس المستشارين، واعتبرت مصادر مطلعة في المكتب الوطني أن الحزب ترشيح هؤلاء تكريسا للعبث السياسي داخل المؤسسة التشريعية وضربا لمصداقية البرلمان وسوء تنزيل للدستور الجديد. إنها تطورت تشير إلى ما يشبه انقلاب حزبي قائم في الأصالة والمعاصرة، وهو انقلاب يتمنى الرأي العام الوطني أن يعم باقي الأحزاب السياسية.