عقدت اللجنة المشتركة لتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين وتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، ندوة صحفية يوم الثلاثاء 25 أكتوبر بنادي المحامين بالرباط، عقب المنع العنيف الذي تعرضت له الوقفة السلمية التي دعت لها اللجنة، بباب الأحد يوم الأحد 23 أكتوبر الجاري. افتتحت أشغال الندوة بكلمة ألقتها الصحافية والحقوقية سارة لورين بوث أخت زوجة طوني بلير، بالتنبيه للقمع والظلم الذي يعاني منه الشعب، وضربت أمثلة بعدة محطات من محطات القمع والمنع والاعتداء، وتوقفت طويلا عند ملف لحرب على الإرهاب، كما تحدثت عن معاناة المعتقلين مع التعذيب والاغتصاب، كما حذرت من تعرض العائلات للضغط بل الاعتقال بسبب نضالهم لإخراج أبنائهم، أو بسبب تضامن العائلات فيما بينها، وجمع التبرعات للعائلات الفقيرة المعوزة. وتحدثت الصحافية البريطانية أيضا عن نوعية خاصة من العلاقات التي باتت تجمع الدولة المغربية بعدد من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، حيث تجرى مثلا تدريبات ثنائية لجيشي البلدين في الصحراء المغربية، وعن المكانة التي يحتلها المغرب في مجلس الأمن، وعن العلاقة الدافئة التي تحدث عنها وليام هيغ سكرتير العلاقات الخارجية البريطاني والتي تجمع المغرب ببريطانيا، مشيرة في الوقت نفسه لتقارير المنظمات الحقوقية، كتقرير العفو الدولية لهذه السنة والذي تحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تمارسها الدولة المغربية، بحق الشعب. كما عبرت سارة بوث، عن تضامنها المطلق مع عائلات المعتقلين في ملف ما يسمى الإرهاب، مطالبة بالإطلاق الفوري لكل المعتقلين منذ 2003، مع تعويضهم، وفي ختام كلمتها أشارت إلى أن العفو الذي تم عن حوالي 90 معتقلا إسلاميا، بسبب ضغط حركة 20 فبراير، كانوا كلهم قريبين من إنهاء محكوميتهم، إلا اثنان منهم، واعتبرت هذا العفو مجرد رشوة أو بقشيش للمجتمع الدولي من أجل الاستمرار في مسلسل الاعتقال والاختطاف. كما خاطبت المحاضرة الملك محمد السادس، مطالبة من صانعي القرار الإنصات لصوت الشعب، والاعتبار بالحكام الذين لم يسمعوا لشعوبهم. بعدها تناول الكلمة عبد الرحمان بدوي ممثل المركز المغربي لحقوق الإنسان، الذي حذر الدولة المغربية من الاستمرار في النفس السياسة التي تؤدي لمزيد من الاحتقان، وعبر عن تأييد المركز وإدانته لمنع الوقفة. محمد السليمي رئيس الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان، عبر عن تضامنه اللامشروط مع المعتقلين وعائلاتهم، وطالب بالكشف عن التفجيرات المريبة التي تعرضت لها البلاد، كما انتقد ما أسماه بالمقاربة القمعية التي عفا عنها الزمن. الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، ممثلة في الأستاذ إبراهيم الشعبي، طالب لورين بوث بفضح الممارسات القمعية خارج الوطن، كما طالب بتمديد عمل هيئة الإنصاف والمصالحة، إلى وقتنا الحالي، لأن الأوضاع لاتزال كما كانت عليه في سنوات الرصاص. الأستاذ بن عبد السلام عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أعلن عن تضامنه مع الأسرى، كما ذكر بموقف الجمعية من الاختطافات منذ بدايتها سنة 2001، أي قبل أحداث 2003 الغامضة. الشاعر عادل، شاعر حركة عشرين فبراير، كان له حضور مميز، حيث أمتع الحضور بقصيدة بعنوان "الفساد عم البلاد". الصحافي أنس مزور ممثلا عن منظمة الصف الأمامي للدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان، تحدث عن حادثة منعه من الالتحاق بالوقفة، حيث تم توقيفه في الطريق السيار قادما من فاس باتجاه الرباط، وتم إرجاعه على أعقابه. المحامي توفيق مساعف، تحدث عن أن المنع الذي تعرضت له الوقفة غير قانوني، وأن الوقفة من الحقوق الطبيعية المنصوص عليها في الدستور، وأنها لا تحتاج إلى ترخيص. بعدها تحدثت الإرلندية ماريا كونلون، زوجة الأسير الإسلامي السيد محمد حاجب، في كلمة جد مؤثرة بالإنجليزية، عن معاناتها ومعاناة زوجها وأبنائها مع هذا الاعتقال الجائر. ثم تحدثت أمه أيضا عن المعاناة التي تعانيها. تناول الكلمة أيضا الصحافي والناشط الحقوقي مصطفى الحسناوي، حيث تحدث عن شهادته ومعاينته للمنع والقمع الذي تعرضت له الوقفة. وتحدث المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة محمد حقيقي، عن الخروقات التي عرفها ملف معتقلي السلفية الجهادية، ثم استعرض بعض المحطات التي تبين نية الدولة استهداف أبناء هذا التيار، بسبب وبدون سبب. كما تحدث عن العنف الذي تعرض له في وقفة 23 أكتوبر، وطالب بتفعيل اتفاق 25 مارس. وعلى هامش الندوة، تأكد ل"أندلس برس، أن عصام اشويدر عضو اللجنة الإعلامية للتنسيقية، تعرض بيته لعملية سطو خاصة، حيث تمت سرقة الأجهزة التي كان سيستعملها في الندوة صباح الثلاثاء، وقال أن الأبواب فتحت بطريقة احترافية، وتم التجول داخل المنزل، واختيار الأجهزة بعناية، ولم تمس أي أغراض أخرى بسوء رغم أثمنتها المغرية، وكان اشويدر غير متواجد بمنزله تلك الليلة، حين اتصلت به أمه على الساعة السابعة صباحا، لتخبره بالخبر. وقال أنه لا يستطيع توجيه التهمة لأحد.