كاد تهور شاب يتسبب في كارثة، الأسبوع الماضي، بعد أن وجه جهاز لأشعة الليزر، شبيه بما تستعمله الجماهير في الملاعب، صوب قمرة قيادة طائرة مسافرين ألمانية، كانت تستعد للهبوط في مطار فاس سايس، فوجد الربان صعوبة كبيرة في إنزالها بنجاح، ما جعله يخبر مسؤولي المطار بالأمر، قبل أن تدخل مصالح الأمنية المختصة على الخط. وأفادت «الصباح» أن المهمة أسندت لعناصر الدرك، الذين تمكنوا من تحديد مكان وجود الشاب واعتقاله، وحجز جهاز الليزر، قبل إحالته على الوكيل العام للملك بمكناس، الخميس الماضي، الذي أمر بإيداعه سجن تولال بجناية إزعاج والتشويش على طائرة مدنية بالليزر. وكشفت المصادر أن الموقوف، يبلغ من العمر 22 سنة، يشتغل بمصنع للخياطة بطنجة، حل لزيارة شقيقته بقرية بعين تاوجطات تبعد عن مطار فاس سايس ب20 كيلومترا، فاقتنى جهاز الليزر لمناسبة عاشوراء. وليلة الثلاثاء الماضي، صعد إلى سطح منزل شقيقته، وصادف مرور طائرة مسافرين تابعة لشركة ألمانية، على مستوى منخفض استعدادا للنزول بمطار فاس سايس، فوجه شعاع الليزر صوب الطائرة للتأكد من قوته ومداه، فكانت الصدفة أن الشعاع أصاب قمرة القيادة، ما أربك ربان الطائرة، الذي عاش لحظات عصيبة، خصوصا أنه لم تعد تفصله عن المطار سوى 20 كيلومترا، وهي مسافة قصيرة جدا وحاسمة في نزول الطائرة. نجح الربان الألماني في إنزال الطائرة بسلام، فأشعر مسؤولي المطار بتعرضه لتشويش أثناء عملية الهبوط بشعاع الليزر على بعد 20 كيلومترا من المطار، إذ حجب عنه الرؤية، موضحا أنه «في لحظة نزول الطائرة، يتم إلغاء الطيار الآلي ويتولى الربان قيادتها يدويا، ما يتطلب منه يقظة كبيرة ودقة لضمان الهبوط بسلام»، مشيرا أيضا إلى أنه «خلال تعرض القمرة لشعاع الليزر، وجد صعوبة في القيادة»، مضيفا أن توالي هذه السلوكات قد يتسبب في سقوط طائرة مستقبلا. واستنفرت تصريحات الطيار المصالح الأمنية المختصة بالمطار، فتم تحديد مكان صدور الشعاع، الذي لم يكن سوى قرية بعين تاوجطات، بناء على إحداثيات قدمها الطيار الألماني، فتم تكليف عناصر الدرك بالبحث في القضية، إذ تم القيام بحملات أمنية بالمكان المحدد، قبل أن تتوصل بمعلومة مفادها أن شابا هو الوحيد بالقرية من يتوفر على جهاز الليزر، فتمت مداهمة بيت شقيقته، صباح الأربعاء الماضي. انتابت الشاب صدمة، وهو في طريقه إلى مقر الدرك، لتعميق البحث معه، وازدادت صدمته أكبر، عندما أخبر أنه كاد يتسبب في سقوط طائرة. وقال الشاب للمحققين إنه لم يتوقع أن يصل مدى الشعاع إلى الطائرة رغم أنها كانت تحلق على مستوى منخفض، مشددا على أنه يجهل أن سلوكه يعد جناية في القانون المغربي. وتمسك الموقوف بتصريحاته أمام الوكيل العام للملك باستئنافية مكناس، الذي اقتنع أن ما قام به يشكل خطورة على الملاحة الجوية، فالتمس من قاضي التحقيق إيداع الظنين سجن تولال، بعد الاستماع إليه ابتدائيا في التهم المنسوبة إليه.