صدمة سياسية من العيار الثقيل تلك التي تكشف معالمها "أندلس برس"، وتهم المملكة العربية السعودية، عندما انتقد عضو وازن بهيئة كبار العلماء في السعودية، الشيخ صالح اللحيدان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، عقب قراره منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية وحق التعيين في مجلس الشورى. ونفى اللحيدان لقناة "المجد" الفضائية علمه بقرار الملك السعودي عبد الله قبل صدوره، قائلاً "كان بودي لو أن ولي الأمر لم يقل إنه شاور هيئة كبار العلماء أو بعضهم". وبهذا يكون صالح اللحيدان قد فند مزاعم الملك السعودي في ادعاءاته التي ذكرها عندما قال أنهُ شاور هيئة كبار العلماء، ولكن اللحيدان كان يحاول أن يطرح نفسه كحريص على الملك ووفي لآل سعود، وسبب اعتراضه هو وفائه وحبه لهم ولحكمهم، مضيفا أنه كان الأولى بالملك أن يقدم قراره على أنه رأيه هو وأن يطالب من يرى التحريم حجته لا أن ينسب القرار إلى رأي أحد من كبار العلماء. وأكد اللحيدان إنه أقدم عضو في الهيئة ورغم ذلك فإنه لم يستشر بخصوص توجهات الملك الجديدة على الإطلاق، وقال "بالنسبة لي لم أعلم بأي شيء يتعلق بقرار الملك قبل سماعي لكلمته" التي أعلن فيها القرار. والمُثير أن صالح اللحيدان يُعارض فكرة انتخابات مجلس الشورى من حيث المبدأ، ويقول إنها تعني "الانتقاص من أهلية ولي الأمر للولاية"، ويقول أيضا إن الشورى هي من صلاحيات الملك وحده ولا تكون بترشيح من الناس. ويرى البعض أن اللحيدان يُحاول كسب جمهور المُتدينين الغاضب من تصرفات الملك السعودي التي يرونها تضعف من رجال الدين، وبنفس الوقت يُحاول اللحيدان أن يطرح نفسه كحريص ووفي للملك السعودي، الذين يُطلق عليه مُسمى ولي الأمر، بينما يرى مراقبون إن تصريحات اللحيدان تعني تدشين مرحلة جديدة في العلاقة بين المؤسسة الدينية السعودية والسلطة عنوانها الجراءة في الاعتراض على قرارات الملك. ويتوقع المراقبون أن يؤدي غضب البلاط السعودي من انتقادات اللحيدان إلى مجموعة من القرارات الهادفة إلى الإطاحة برموز المؤسسة الدينية وإنهاء نفوذها الواسع في الدولة والمجتمع. وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد أعلن عن منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية التي بدأت انتخاباتها الخميس وكذلك التعيين في مجلس الشورى.