حسمت افتتاحية جريدة التجديد، الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية، لا توجد أي بوادر لأن يقاطع حزب العدالة والتنمية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، وأكدت آخر افتتاحية صادرة نهاية الأسبوع الجاري، بقلم مدير الجريدة، الذي يعتبر الناطق الإعلامي باسم عبد الإله بنكيران، أنه بالرغم من وجود "حالة ممانعة قوية لكل الاختلالات الديموقراطية في الإطار القانوني الانتخابي، وآخرها ما يهم تدبير ملف تجديد اللوائح الانتخابية، وهي ممانعة تنطلق من كون المشاركة اختيارا مبدئيا واستراتيجيا وتعتبر أحد استحقاقات التدافع الإيجابي من أجل الإصلاح والاستقرار"، فإن الحزب الإسلامي اختار منذ مدة قراره النهائي في موضوع المشاركة، وذلك تأسيسا على ما يمليه التحالف مع حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية. ورغم أن القرار النهائي عند العدالة والتنمية بخصوص المشاركة في الانتخابات القادمة، لم يصدر عبر بلاغ عن الأمانة العامة للحزب، فإن التوجه العام للحزب، يمليه ويتم التعبير عنه من خلال ما تنشره جريدة التجديد التي يمرر فيها عبد الإله بنكيران، الرجل القوي في الحزب، مواقفه ومواقف الثلاثي المتحكم في دواليب الحزب، إلى جانب محمد يتيم وعبد الله بها. ولخصت الافتتاحية هذا الخيار النهائي بالتأكيد على أن "المقاطعة بالنسبة لخيار المشاركة السياسية الإسلامية ليست خيارا ولا بديلا، والإقدام عليها مجرد خدمة مجانية لطرح إقصائي سلطوي يريد التمكن والهيمنة بدون كلفة تدافعية ميدانية، كما أن محاولات الاستدراج إليها ليست جديدة، وآخرها ذلك التصريح الذي حذر حزب العدالة والتنمية من أن القطار ماض ولن ينتظر أحدا، والذي عكس منطقا موغلا في الاستفراد بتدبير الشأن الانتخابي والاستهانة بحساسية المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا". على صعيد آخر، وجهت حركة التوحيد والإصلاح مطلع الأسبوع الجاري، نداء إلى كافة أعضاءها وإلى الرأي العام من أجل التسجيل في اللوائح الانتخابية، خدمة لنجاح العملية الانتخابية. وتأتي هذه التطورات، لمساهمة إسلاميي المؤسسة في قطع الطريق على الأصوات الحزبية التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات، وفي مقدمتها حزب اليسار الاشتراكي الموحد، وردا أيضا، على مواقف جماعة العدل والإنسان الرافضة الانضمام إلى العمل السياسي الشرعي.