قال المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إن خطاب الملك لمح إلى إمكانية لجوئه ل"10″ خيارات دستورية في حالة استمرار الاوضاع على ما هي عليه". وأضاف الشرقاوي أنه "عادة ما يتم التركيز في قراءة الخطاب السياسي على المصرح به من الأفكار والمواقف بيد أن الخطاب السياسي ليست جملة تعابير مكتوبة أو منطوقة فقط، فهاته أقل غنى مقارنة مع المعاني المضمرة والمسكوت عنها والتي ينبغي النبش فيها بين السطور على ألا يبعدنا ذلك عن إنتاج نص يقترب معناه من المعنى المعلن والأصلي". وأوضح الشرقاوي، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك تحت عنوان "المسكوت عنه في خطاب العرش" إذا كانت عبارة "الجو جميل" التي تضرب عادة كنموذج لتحليل الخطاب المضمر والتي يمكن أن تعني ضمنيا لنقم بجولة أو اليوم مناسب للسفر أو يوم مناسب للصيد أو للذهاب للشاطئ.. فإن ما ورد في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 18 لعيد العرش من رسائل تركت مشفرة ومستترة لا عن إغفال أو سهو تحتمل أكثر من معنى". وأكد الشرقاوي "بعيدا عن ادعاء كاتب هاته السطور القدرة على فك كل رموز ورسائل الخطاب الذي أطره عنوان "الفاهم يفهم"، فإن ما استوقفني بشكل مذهل هي تلك الفقرة التي قال فيها الجالس على العرش "ولكن إذا تخلف المسؤولون عن القيام بواجبهم، وتركوا قضايا الوطن والمواطنين عرضة للضياع، فإن مهامي الدستورية تلزمني بضمان أمن البلاد واستقرارها، وصيانة مصالح الناس وحقوقهم وحرياتهم". وأشار الشرقاوي إلى أنه "على الرغم من أن هاته الفقرة القصيرة التي لا تتجاوز26 كلمة من أصل 2011 كلمة يتألف منها الخطاب الملكي تبدو خفيفة من حيث المبنى لكنها ثقيلة من حيث الدلالة السياسية والدستورية فهي إشهار صريح للفصل 42 من الدستور الذي يجعل من الملك رئيس الدولة وممثلها الأسمى ورمز وحدة الأمة وضامن دوام الدولة واستمراها والحكم الأسمى بين مؤسساتها ويسهر على احترام الدستور وحسن سير المؤسسات ةعلى صيانة الاختيار الديمقراطي وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات والجماعات". وتابع الشرقاوي قائلا إن "التلميح بإشهار الفصل 42 يعني فتح الباب على مصراعيه أمام الملكية لتحديد هوامش المجال الدستوري الذي يمكن أن تتحرك داخله والخيارات الدستورية التي يمكن أن تلجا اليها بناء على سلطتها التقديرية للأوضاع السياسية والاجتماعية الجارية، وهنا يمكن الحديث عن أربع خيارات دستورية كبرى تتفرع عنها 10 سيناريوهات: أ- اللجوء للفصل 47 من الدستور وهذا يحتمل السيناريوهات التالية: 1- قبول استقالة عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة 2- إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة 3- قبول استقالة رئيس الحكومة وإعادة تكليفه لتشكيل حكومة جديدة 4- قبول استقالة رئيس الحكومة وتعيين شخصية أخرى من حزبه 5- قبول استقالة رئيس الحكومة وتكليف شخصية سياسية أخرى من غير حزبه 6- قبول استقالة رئيس الحكومة وتكليف شخصية مستقلة ب- الفصل 51 من الدستور 7-حل مجلس النواب وما يترتب بالتبعية عن ذلك من سقوط الحكومة وإعادة انتخابات سابقة لأوانها 8- حل مجلسي البرلمان واجراء الانتخابات سابقة لأوانها ت- الفصل 74 من الدستور 9- اعلان حالة الحصار لمدة 30 يوما بمقتضى ظهير يوقعه بالعطف رئيس الحكومة، ورغم غموض الدستور حول دواعي ودوافع حالة الحصار بالاضافة إلى عدم اللجوء لهذا الخيار خلال الدساتير الخمس السابقة إلا أن هذا السيناريو يبقى أحد الأسلحة الدستور التي تتوفر عليها الملكية لارجاع الأمور إلى نصابها. ث- الفصل 59 من الدستور 10- اعلان حالة الاستثناء إذا ذهب التقدير الملكي إلى أن هناك من الأحداث ما أصبح يعرقل السير االعادي للمؤسسات الدستورية، وفي هاته الحالة يخول الملك صلاحية اتخاذ الاجراءات التي تقتضيها الرجوع في أقرب الآجال إلى السير العادي للمؤسسات الدستورية، وخلال هذا السيناريو يواصل البرلمان ممارسة اختصاصاته رغم ممارسة الملك للسلطات الاستثنائية.