عبد الإله مسلك – خاص- أنا المغرب: انطلق قطار تغييرالمشهد الرياضي المغربي منذ مناظرة الصخيرات الثانية قبل أكثر من سنتين ونيف بعد الأولى في مراكش سنة 1965 وكانت انطلاقته بمثابة محطة البداية التي ستمر -لا محال- من محطات كثيرة عانت من التهميش ووجب عليها ألا تضيع هذه المرة فرصة الاستفادة من مرور هذا القطارالطموح لدحر اختلالات المواعيد السابقة، واذا كانت رسالة الملك محمد السادس – كأعلى سلطة في البلاد- والموجهة لمن حضر تلك المناظرة قد أحرجت الكبير والصغير، المسؤول والممارس، وأحس جميع الفاعلين في الحقل الرياضي أن الداء ليس بخفي على القاصي والداني وأن العلاج أصبح حتميا مهما كلف الثمن للخروج من ذيم النتائج التي ظلت ترزح في عباءة الهواية ذاغنة بوائق التسيير المعوج. ان سرعة قطار تحديث الرياضة المغربية وارجاعها الى سكة الرغس حرك الصدى الساجي صارخا بأعلى صوته أنه ماض الى آخر مدى وأن كل من أخلف الموعد ولم يقتن تذكرة ركوب التحدي للمستقبل لن تقبل منه شكاية بل سيجد نفسه حبيس أدوات رديئة قد تقذف به في سلة رهج الهواية، لذا وضع منصف بلخياط وزيرالشباب والرياضة أمام عينه محطات مهمة لاعطاء “ترموايه” صبغة النجاعة والوصول في الموعد الصحيح اذ رفع الرجل من السرعة وراح يسابق الريح منطلقا من نقطة وضع اللبنات الأولى للاقلاع بالرياضة المغربية، كانشاء البنى التحتية وضخ التمويل اللازم لادخال الرياضة في منظومة الأوراش المفتوحة التي تعرفها البلاد في الكثير من المجالات، في إطار استراتيجية تهدف إلى الجمع بين التمدرس والرياضة واعداد جيل قادر على تحقيق منجزات السلف، فتم فتح أول مركز وطني لكرة المضرب من المستوى العالي بالدارالبيضاء، وسيليه في الشهور القادمة فتح مركز مولاي رشيد لرياضة النخبة الذي سيعمل على تكوين أبطال واعدين في أنواع راضية مختلفة مؤهلين لتحقيق نتائج ايجابية خصوصا في أولمبياد 2016 وفتحت أبواب مراكز سوسيو رياضية لتدعيم قاعدة التكوين وكذلك فتح المعهد الملكي لتكوين الأطر وأعلنت الحرب على المنشطات التي لطخت سمعة الرياضة عموما وألعاب القوى على الخصوص بخلق لجنة تحري، وجاء قانون التربية البدنية بمثابة دستور يؤدي الى الجمع بين الحكامة و شفافية التدبير، وبين ثقافة المتابعة والافتحاص والمحاسبة عند الاخفاق، واعتبر دخول قانون كرة القدم حيز التطبيق وسيلة فعالة لتنظيم علاقة اللاعبين بالأندية فيما يخص منح المباريات والعقود وكذلك العقوبات في حالة الانذار والطرد وتعويضات الأندية عن تكوين الممارسين وتنظيم حالات الانتقالات ليحد هذا القانون من الانتقادات الموجهة للرياضيين ورؤساء الأندية على السواء. ومر القطار وهو يشق طريقه بمحطة تنصيب كل من الهولندي بيم فربيك مديرا رياضيا للمنتخبات الوطنية للشباب ومدربا للمنتخب الأولمبي وسلمت مفاتيح قيادة المنتخب الأول للبلجيكي إريك غيريتس بعد جدل كبير في الأوساط الكروية المغربية والسعودية وسيحط الرحال هذا القطار بمحطة تدشين ملاعب جديدة بمواصفات عالمية في كل من مراكش وطنجة أغادير على أن يكون ملعب زهرة الرمال بالدارالبيضاء بعد أربع سنوات أحد أبرز محطات تدشين المنشآت الرياضية. محطات أخرى لايجب المرور عليها مرور الكرام دون اعطائها حقها من الأهمية تتمثل في اسناد المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للسباحة بالإجماع في دبي للمغرب تنظيم النسخة الرابعة من بطولة العالم للشبان لعام 2013 بالدارالبيضاء وتمكن المغرب من الظفر بتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد لسنة 2012 على مستوى الذكور والإناث، وهي البطولة المؤهلة إلى أولمبياد لندن السنة ذاتها، ويبدو أن المغاربة وضعوا نصب عينهم مواعيد مهمة يريدون من خلالها اعطاء الرونق لقطارهم اذ قدموا ترشيحهم رسميا لدى الأمانة العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالقاهرة لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم في دورة 2015 أو 2017 ويفكرون في تقديم ملف الترشيح لاحتضان مباريات كأس العالم للاندية بل الذهاب بعيدا والظفر بتنظيم مباريات كأس العالم 2026 هذا هو قطار سنة 2010 بحراك كبير لترميم واصلاح المشهد الرياضي وبأفراح قليلة وأحزان كثيرة كان أبطالها كل من لم يضبط عقارب ساعته على سرعة ونجاعة القطارالحديث ولم يستطع مسايرة العهد الجديد كفريق الجيش الملكي الخارج من الباب الضيق مبكرا من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمام شباب بلوزداد الجزائري ولم يكتف بذلك وأقصي أيضا في إياب دور نصف نهاية كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس بملعب هوغو تشافيز في بنغازي أمام النصر الليبي وتضامن معه فريق الرجاء البيضاوي وزاد ترح الكرة المغربية حين خرج من منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم باندحار في لواندا أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي، نفس الشيء فعل الدفاع الحسني الجديدي الذي سلم بطاقة تكملة المشوار للاتحاد الليبي والوداد البيضاوي بدوره زاد الطينة بلة وتواضع في دور نصف نهاية كأس إتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة أمام ضيفه النادي الإفريقي التونسي بثلاثية مدوية في قلب الدارالبيضاء، والمنتخبات الوطنية بدورها أعجبت بسمفونية التقهقر، فمنتخب اللاعبين المحليين فشل للمرة الثانية على التوالي في بلوغ نهائيات بطولة إفريقيا للأمم المقررة بالسودان عقب خروجه أمام نظيره التونسي، ومنتخب أقل من 17 سنة تاه في بانجول الغامبية أمام حامل اللقب ضمن الدورالأول لتصفيات النسخة التاسعة لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم المقررة هذه السنة بروندا والأولمبيون لم يخلقوا الاسنثناء وتنازلوا بعقر دارهم للجزائر عن لقب بطولة شمال افريقيا للمنتخبات الأولمبية. ومع بزوغ فجر سنة 2011 لاحت في الأفق محطات جديدة بمثابة اختبارات حقيقية لمدى تجاوب ممثلي الرياضة المغربية مع سرعة قطارالحداثة ووجب عليهم البحث عن مبررات أخرى عدا القاء اللوم على المسؤولين فالطريق أصبح الآن معبدا نحوالتتويج الذي أكد الفتح الرياضي الرباطي أنه ليس مستحيلا على المثابرين اذ لم يخلف الموعد وركب المقطورة مع الأوائل حاملا كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على مضيفه النادي الرياضي الصفاقسي التونسي 3-2 في إياب المباراة النهائية بملعب الطيب المهيري بمدينة صفاقس مكذبا ظنون من اعتبر أن مغامراته قد انتهت بعد صافرة حكم مباراة الذهاب في محطة الرباط المنتهية بتعادل سلبي.