الاتحاد المغربي للشغل يعقد مؤتمره العاشر في ظل سؤال من يخلف المحجوب بن الصديق؟ أبو هول، معبود الجماهير العمالية غادر بصمت، تاركا هيكله الإتحاد ومحراب الأمانة العامة في يد المجهول، فبعد رحيل سجين الملوك الثلاث ها هو “مخزني” الملوك الثلاث رحل تاركا الإتحاد المغربي للشغل يعقد مؤتمره العاشر بالدارالبيضاء ابتداء من يوم 11دجنبير 2010 في ظل إشكالات كبيرة تهم العمل النقابي المغربي، فقد سبق للشاعر فؤاد أحمد نجم أن قال ” نتمنى أن نتعود أن نسمع الرئيس السابق عوض الرئيس الراحل”قولة تتحقق في نموذج النقابة الجماهيرية”، ولازال الزمن النقابي المغربي يسري على أخرى. الإتحاد المغربي للشغل بين يدي كفي عفريت في إطار حرب النجوم وحرب العمالقة الكبار على رأسها ميلود موخارق وعبد الحميد أمين وفاروق شهير والبراهمة، ليطرح السؤال العريض من يخلف السككي ابن مكناس المحجوب بن الصديق الذي دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية في ترأسه نقابة عمالية لأزيد من 55 سنة. غابت إذن قدسية الزعيم، ليبقى الرفاق تائهون في مؤتمرهم العاشر الذي تحتضنه الدارالبيضاء على مدار ثلاثة أيام! هل هي بداية نهاية القطع مع مرحلة المحجوب بن الصديق؟ المتتبعون لواقع الإتحاد المغربي للشغل يعتبرون أن لا جدوى من انعقاد المؤتمر بدعوى أن فكرة انتخاب الأمين العام تبقى شكلية،لأن الأمين العام السابق انتخب من قبل المؤتمر قبل أي هيئة أخرى حتى لا تحاسبه لا الأمانة الوطنية ولا اللجنة الإدارية بدعوى أن المؤتمر هو الوحيد المؤهل لذلك، لكن تخوف يسود قيادات داخل الاتحاد من وجود بعض الأصوات التي تنادي بعقد مؤتمر استثنائي من اجل الحسم مع مرحلة ابن الصديق، وفتح النقاش العمومي عن مالية النقابة، في مقابل تشبث أتباع موخاريق الذي يعتبر الابن البار لابن الصديق، ودينامو المنظمة بقيادته جولات الحوار الاجتماعي، ومسايرته واقع الاتحاد المغربي للشغل،ولاحاجة الآن لعقد مؤتمر لم تعرف معالمه بعد. وإذا كان المؤتمر الوطني الذي هو أعلى هيئة تقريرية لم ينعقد منذ ابريل 1995 ،وبقاء المحجوب بن الصديق في رئاسة المنظمة بشكل شكلي، الأمر لم يمنع من ظهور أصوات داخل الاتحاد تنادي بعقد مؤتمر وطني للحسم في مرحلة سابقة عمرت طويلا،ونشر غسيل عمال الاتحاد ،ليبقى التيار المحسوب على اليسار الجذري من اشد المدافعين عن إعادة هيكلة الاتحاد بأسس تعتمد الديمقراطية والتناوب على التسيير،بخلاف أطراف أخرى تساند المستشارين البرلمانيين، تعتبر أن المرحلة تحتاج المزيد من التفكير في مستقبل الاتحاد ولا يجب القطع مع مرحلة بن الصديق،بل مواصلة النهج، ويرى المتتبعون للشأن النقابي بالمغرب،أن ما يعيشه الاتحاد المغربي للشغل من وضع لا يشرف الرصيد التاريخ للنقابة، فإن النقد توجه مباشرة إلى القيادات التي مارست ” الفساد الانتخابي” في الحصول على مقاعد في مجلس المستشارين،ليبقى الجدل مطروحا من يتولى الأمانة العامة،هل يتم اللجوء إلى الجانب التنظيمي والاحتكام إلى قرارات الأجهزة،أو إلى التراكمات التي راكمها الميلودي موخارق باعتباره الوجه” المقبول من قبل دوائر الحوار الاجتماعي”،كما أن الاحتمالات قد تفرز قيادة جديدة بسيطرة الاتحاد النقابي للموظفين بقيادة عبد الحميد أمين المدعوم من تيار النهج الديمقراطي و فعاليات يسارية ، وأخيرا من غير المستبعد أن يتم الاتفاق على أساس الحفاظ على التوازنات الداخلية وتأجيل صراعات الحسم إلى أجل غير مسمى. وسيركز هذا المؤتمر، الذي يحضر أشغله حوالي ألف و300 مؤتمر، على عدد من المواضيع المتعلقة أساسا بالعمل النقابي، والقانون الداخلي، وفترة ولاية الأمين العام، والتدبير المالي للاتحاد فضلا عن الحريات العمل النقابي والتكوين والمرأة والشباب. بعض المصادر تتوجس من أن تقوم صراعات حقيقية بين مختلف الحساسيات السياسية العاملة تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، خصوصا قطاع المالية والتعليم،باعتبارهما المحركين الأساسين لقواعد الاتحاد،بالإضافة إلى تفجير “القنبلة الموتوقة” داخل المركزية النقابية المتعلقة بمالية النقابة التي يتكتم عليها اقرب المقربين للمحجوب بن الصديق. * عضو هيئة تحرير جريدة أنا المغرب