يتجه الميلودي مخاريق، عضو الأمانة الوطنية لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، لخلافة الراحل المحجوب بن الصديق، الذي عمر على رأس الاتحاد ما يربو عن خمسين عاما، خلال المؤتمر الوطني العاشر المزمع عقده يومي 11 و12 دجنبر الجاري بالدارالبيضاء، تحت شعار «الوفاء لهوية الاتحاد ومبادئه أساس كفاحنا لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية». وحسب المعطيات التي توفرت ل«المساء» من مصادر متابعة لكواليس التحضير لمؤتمر الاتحاد المغربي للشغل الذي لم يعقد منذ أبريل 1995، فإن الطريق تبدو سالكة أمام مخاريق ليقود نقابة المحجوب بن الصديق خلال السنوات القادمة، مشيرة إلى أن «معركة» قيادة الاتحاد حسمت باكرا حينما أسندت مهمة المنسق الوطني إلى مخاريق إلى حين انعقاد المؤتمر، خلال اجتماع المجلس الوطني في أكتوبر الماضي، الذي سبقته جلسات عقدت بين قياديي الدارالبيضاء، بزعامة مخاريق، وفاروق شهير، وقياديي الرباط المتكونين من كبار المسؤولين النقابيين داخل «النهج الديموقراطي»، كان لها وقع على ما اتخذ في المجلس من قرارات، خاصة من سيحتل منصب المنسق الوطني، وتاريخ المؤتمر، والبيان الختامي. ووفق نفس المصادر، يسود إجماع بين جميع التيارات داخل الاتحاد بأن مخاريق، الذي أدار سنوات الحوار الاجتماعي مع الحكومة، هو «مرشح فوق العادة» و«رجل المرحلة الانتقالية» التي تمر منها النقابة بعد أن طوت صفحة المحجوب بن الصديق في 17 شتنبر الماضي، بالنظر إلى كونه «رجل حوار ويتمتع بعلاقات قوية جدا مع القوى الاجتماعية والسياسية والحكومة». وفيما اعتبرت المصادر أن «المرحلة الانتقالية ينتظر منها إعطاء دفعة جديدة للاتحاد وإعادة انبعاثه بتجديد هياكله وتنظيماته»، لم يستبعد مصدر من الأمانة الوطنية للاتحاد أن يتقدم بعض قياديي النقابة بترشيحاتهم في السباق نحو منصب الأمين العام، في سياق ما أسماه «التلويح بالتواجد». وفي هذا السياق، رجح المصدر ذاته أن يتقدم فاروق شهير بترشيح نفسه لمنافسة مخاريق، فيما تبدو حظوظ عبد الحميد أمين ضعيفة، بالنظر إلى كونه يمثل تيارا (النهج الديمقراطي) لا يمتلك القوة العددية التي من شأنها أن تخول له الظفر بمنصب الأمين العام. وفيما تبدو حظوظ مخاريق وافرة لقيادة الاتحاد، أكد قيادي في النقابة، فضل عدم ذكر اسمه، أن الأمانة الوطنية، التي تضم حاليا كلا من محمد غيور، إبراهيم قرفة، رضوان سليم، الميلودي مخاريق، وفاروق شهير، وهم الأعضاء المنتخبون من طرف المؤتمر الوطني التاسع، ستعرف تغييرا ملحوظا في تشكيلتها بالتخلص من بعض القياديين والتحاق قياديين جدد بها. من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر من النقابة أن تعرف أشغال المؤتمر احتجاجات من قبل بعض المنتمين إلى الاتحاد، خاصة من قبل رضوان سليم، عضو الأمانة الوطنية، الذي كان قد منع بالقوة من دخول قائمة اجتماع المجلس الوطني للنقابة في أكتوبر الماضي في الدارالبيضاء. واعتبر سليم حينها أن الدعوة إلى الاجتماع، التي تمت من «طرف تحالف يضم عضوين من الأمانة الوطنية، هما الميلودي مخارق وفاروق شهير من جهة، ونقابيين من مدينة الرباط ينتمون إلى حزب النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان من جهة ثانية، تعتبر إهانة لذكرى الفقيد المحجوب بن الصديق، وتشكل استهتارا بالقوانين واحتقارا للتقاليد التنظيمية». وأكد أن الهيئة الوحيدة المخول لها تسيير الاتحاد خلال الفترة الممتدة بين مؤتمرين هي الأمانة الوطنية، طاعنا في المسطرة المعتمدة من أجل تعيين خلف للأمين العام للاتحاد، ومعتبرا أنها نموذج صارخ للعبث. إلى ذلك، ينتظر أن يستكمل الاتحاد خلال الساعات القادمة عملية انتداب المؤتمرين، الذين حدد عددهم في 1200 مؤتمر، يمثلون نحو 40 اتحادا جهويا و24 جامعة وطنية. كما ينتظر أن يبت المؤتمرون خلال أشغال المؤتمر في القانون الأساسي الجديد للنقابة وفي مدة ولاية الأمين العام للنقابة.