محمد شكر- جريدة الوفد فيلم “الخطاف” هو احد ابداعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يحاول القائمين عليه ان يثبتوا للجميع انه مهرجان بلا لجان مشاهده سواء لاستعانته بأفلام استهلكتها المهرجانات السينمائية. المنافسة او بعرضه لافلام رديئة بلا مضمون او محتوي فني مقبول وفيلم “الخطاف” الذي عرضه المهرجان في قسم السينما العربية الجديدة يعد اهانة لمهرجان القاهرة السينمائي وللسينما المغربية والسينما العربية الجديدة التي لا ينتمي اليها مثل هذا الفيلم. ويبدو ان نظرة القائمين علي المهرجان للسينما العربية الجديدة تقتصر علي سنة الانتاج لا علي نوعية الافلام التي تحمل رؤي تجديد وابتكار في شكل الشريط السينمائي وما يطرحه من افكار و”الخطاف” بالطبع لا ينتمي لمثل هذه الافلام ولكنه واحد من افلام 2010 وبالتالي وضعه المهرجان في قائمة افلام السينما العربية الجديدة رغم ان اضعف نقاد السينما المصرية المشاركين في لجنة مشاهدة المهرجان – مع احترامنا للجميع – سيدرك ان الفيلم يمثل صورة مشوهه من فيلم الكاتب وحيد حامد والمخرج عاطف الطيب “الدنيا علي جناح يمامه” والذي حل فيه بطل ومخرج الفيلم سعيد الناصري محل الفنان محمود عبد العزيز ومع بعض التغييرات البسيطة اصبح لدي سعيد الناصري مسخ شائه مع استعانته بمشاهد بأكملها من الشريط السينمائي لعاطف الطيب وسيناريو وحيد حامد . وعلي الرغم من هذا خرج الفيلم مرتبكا من حيث السيناريو الذي اقتحمته المافيا الايطالية فانتقلت من روما وضواحيها لاحياء شبرا والسيدة زينب المصرية بالحوار لا بالصورة مع استعانته بالمطرب عصام كاريكا ليقوم بدور احد قادة المنظمة الاجرامية الدولية والممثل صبحي خليل ليقوم بدور احد افراد المخابرات او الانتربول لتزداد الكلاشيهات الحوارية عن الوطنية والانتماء ولان كاريكا ممثل ضعيف وصبحي خليل لا يستطيع العمل بدون مخرج اصبح الارتجال سيد الموقف وهو ما ادي لنتيجة عكسية جعلت الجمهور يقهقه في اكثر مشاهد الفيلم جدية مع سذاجة الطرح الدرامي وضعف الاداء التمثيلي وغياب المخرج الذي اهتم بدوره كممثل اكثر من اهتمامه بالفيلم الذي يحمل توقيعه كمخرج. وبعيدا عن الخوض في تفاصيل القصة التي لم تختلف كثيراً عن فيلم “الدنيا علي جناح يمامة” اذا ما تجاوزنا استبدال صراع “ميرفت امين” مع عائلتها علي المال بصراع بطلة الفيلم سميرة الهواري مع المافيا واستبدال الحبيب السابق “يوسف شعبان” بالاب الذي اخفته المافيا ايضا في مصحة للامراض العقلية وهو مبرر لجعل “سعاد” او سميرة الهواري تقع في حب “خالد” او سعيد الناصري الذي ساندها في ازماتها المتتابعة رغم انه مجرد سائق تاكسي تعرف اليها بالصدفة. ومع السلبيات التي اجتاحت الفيلم لا يمكن ان ننكر تميز سعيد الناصري لا كمخرج لكن ككوميديان متميز وباستثناء بعض المشاهد التي حاول خلالها محاكاة اداء محمود عبد العزيز قدم دورا جيداً، بالاضافة لسميرة الهواري التي قدمت اداءاً جاداً ولكنها لم تنجو هي الاخري من فخ التقليد في عدد من المشاهد اذا جازت المقارنة بينها وبين ميرفت امين لتصبح المشاركة المصرية هي الاضعف علي الاطلاق. ورغم احقية جمهور فيلم “الخطاف” بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في التعبير عن استيائهم من طريقة عصام كاريكا في الرد علي انتقادات الجمهور والصحفيين للفيلم الا ان استياء البعض وردود فعلهم حملت شيئاً من المبالغة لأن الجميع يعلم ان كاريكا مجرد “شنكوتي” خرج من بين مطربي الموالد الشعبية ليقدم نفسه ككاراكتر محروق سواء في الغناء او في السينما التي استعانت به في ادوار الشاب ابن البلد “البيئة” والذي نجح “شنكوتي” في تجسيدها بامتياز ومصداقية ولكن في النهاية فإن خبرته في السينما لا تزيد علي خبرته في علم الهندسة النووية. فيجب علي الاعلاميين ونقاد السينما المصرية بعد ان سمح بعضهم بدخول مثل هذا الفيلم ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائي ان يكونوا اكثر موضوعية في الحكم علي كاريكا لأنه ممثل ضعيف لا يمتلك مؤهلات بخلاف “العمة التي يلفها حول رأسه، وبالتالي يجب ان يتهم من ينتقدونه بالحقد لان تلك “العمة” تحبس رأسه فلا يستطيع التفكير فيما يقوله او يفعله والدليل هو تحمسه ودفاعه عن فيلم فاشل يدعي تحقيقه لأعلي الايرادات في المغرب العربي وهو ما ان صح قد يثبت تدني الذوق العام في هذا البلد الشقيق الذي استعان بأسوأ كومبارسات السينما المصرية ليقدم اسوأ افلامه علي الاطلاق.