بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، على إثر وفاة والدته . وجاء في برقية جلالة الملك ” فقد علمت ببالغ التأثر وعميق الأسى، بالنبأ المفجع لانتقال والدتكم الفاضلة، المرحومة منصورية غزلاوي إلى عفو الله تعالى، مشمولة بأردية مغفرته ورضوانه”. “وبهذه المناسبة المحزنة – يضيف جلالة الملك – أود باسمي الشخصي وعائلتي الملكية، وباسم الشعب المغربي، أن أعرب لفخامتكم ولكافة أسرتكم الموقرة، والشعب الجزائري الشقيق، عن أحر مشاعر التعازي وأصدق عواطف المواساة، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا الله العلي القدير أن يرزقكم جميل الصبر وحسن العزاء. “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”. وتضرع جلالة الملك إلى الله تعالى “أن يمطر على الفقيدة الغالية شآبيب رحمته ومغفرته ورضوانه، ويسكنها فسيح جنانه، ويتقبلها في عداد من يجعلهم في جواره من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، ويحسن جزاءها على ما قدمت بين يديه سبحانه، من صالح الأعمال، ولا سيما بتربيتكم وتنشئتكم بطلا من أبطال تحرير الجزائر الشقيقة وبناء دولتها الحديثة، وأحد قادتها البارزين. مما يجعل الراحلة الكبيرة تعد بحق، أما للشعب الجزائري قاطبة. وهو ما يضاعف من لوعة فراقها، التي لا يخفف من وطأتها إلى الرضى بقضاء الله، الذي اختارها إلى جواره راضية مرضية”. وقال جلالة الملك “وإذ أشاطركم مشاعر الحزن في هذا المصاب الأليم، لما جسدته الفقيدة العزيزة من روح الأخوة المغربية الجزائرية، وحسن أواصر الجوار الوثيقة، الجامحة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، فإني أدعو الله تعالى، في هذه اللحظات العصيبة، أن يحفظكم في أنفسكم، ويجنبكم كل مكروه، ويحيطكم بألطافه الخفية، وأن يديم عليكم أردية الصحة والعافية، ويطيل في عمركم، ويشد أزركم، حتى تواصلوا قيادة الشعب الجزائري الشقيق، على درب المزيد من التقدم والتنمية والازدها. “يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.