أعلنت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون،لطيفة أخرباش،أمس الجمعة بريو دي جنيرو،عن إطلاق خطة العمل الوطنية لتحالف الحضارات. وقد تم هذا الإعلان خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد في إطار منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات الذي تحتضنه المدينة البرازيلية من 27 إلى 29 ماي الجاري. وأبرزت أخرباش خلال كلمة لها أمام المنتدى،الذي افتتح أمس الجمعة من طرف الرئيس البرازيلي،لويز إناسيو لولا دا سيلفا والأمين العام للأمم المتحدة،بان كي مون،أن هذه الخطة الوطنية،تأتي في سياق تفاعل المغرب مع مبادرة تحالف الحضارات وانسجاما مع اختياراته السياسية والثقافية الراسخة. وأكدت أخرباش،التي تقود الوفد المغربي المشارك في المنتدى،أن المغرب،بوضعه لخطة عمله الوطنية هذه وباستمراره في الانخراط في كل المبادرات الدولية التي تخدم مبادئ وأهداف تحالف الحضارات،يبرهن على أنه ليس فقط بمخلص لثوابته التاريخية ولأسس اختياراته السياسية والثقافية،وإنما يعبر كذلك من خلال هذا عن عزمه الإسهام في جهود ومساعي المجتمع الدولي بخصوص تعزيز وتنمية التفاهم المتبادل بين الشعوب. وذكرت،في هذا الصدد،بتأكيد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن المغرب يؤمن بأن “الصدام لا يكون إلا بين الجهالات،أما الحضارات،فإن جوهرها التفاعل،لما فيه خير الإنسانية جمعاء،في نطاق احترام خصوصيات الهويات والثقافات”. من جانب آخر،اعتبرت أخرباش،التي قامت بتسليم نسخة من الخطة إلى الممثل السامي لتحالف الحضارات،البرتغالي جورجي سامبايو،أن الاستمرار في نكران حق الشعب الفلسطيني وانتهاك كرامته ومقدساته وحقه في المستقبل “عنصر كابح لتوقنا الجماعي في بناء فضاء أورومتوسطي آمن ومتعاون على مواجهة تحدياته الاقتصادية والبيئية والاجتماعية”،لكون الاحترام المتبادل بين الشعوب والاعتراف المتكافئ بحقوقها شرط من شروط تثبيت ثقافة السلم. وأكدت في هذا الصدد أن الحفاظ على الطابع المتميز لمدينة القدس وهويتها التاريخية والحضارية،كما يحرص على ذلك جلالة الملك محمد السادس،رئيس لجنة القدس،من صميم الأعمال المفروض أن تنبثق عن فلسفة وروح تحالف الحضارات التي تجسدها هذه المدينة. من جهة أخرى،ذكرت أخرباش أن المغرب يعمل من أجل انبثاق فضاءات على مستوى المغرب العربي والأورومتوسطي والإفريقي والشرق الأوسط،يسودها السلام والوئام،ويسعى بشكل بناء من أجل إنشاء علاقات جوار تطبعها الثقة مع كل هذه الفضاءات الحضارية،مبرزة أن المغرب،بنفس الفكر ولذات المنتهى،ساند منذ البداية مشروع الاتحاد من أجل المتوسط،كتعزيز وتجويد لمسلسل برشلونة الذي يصبو من جملة ما يصبو إليه،إلى تجاوز الشروخ والهوات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين ضفتي المتوسط. وأشارت إلى أن المغرب يثمن في هذا السياق أداء وبرامج مؤسسة “أنا ليند” التي يرأسها السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس،والتي استطاعت في وقت وجيز أن تكون رصيدا ميدانيا مهما لصالح التقارب الثقافي بين شعوب ضفتي المتوسط بفضل حرص هذه المؤسسة على الإستثمار في مشاركة الشباب والمجتمع المدني والفاعلين الإعلاميين. وأكدت أن المغرب تحذوه دائما قناعة عميقة بأن خدمة أهداف تحالف الحضارات تمر أساسا عبر تحقيق المساواة الاقتصادية وردم الهوة العلمية والتكنولولجية بين مختلف المجتمعات والمناطق.