تم اليوم الجمعة، بمدينة ريو دي جنيرو البرازيلية، افتتاح منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات، الذي يعرف مشاركة أزيد من 150 بلدا، من ضمنها المغرب، الممثل بوفد تقوده كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد لطيفة أخرباش. وأعطيت انطلاقة أشغال المنتدى الذي ينعقد تحت شعار "التعدد الثقافي كسبيل نحو السلام"، من طرف الرئيس البرازيلي، لويز إناسيو لولا دا سيلفا، والأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون. وتميزت الجلسة الافتتاحية بمداخلات لكل من رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردغان، ووزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، البرتغالي جورجي سامبايو، والشيخة موزة، حرم أمير دولة قطر، التي ستستضيف منتدى الأممالمتحدة الرابع لتحالف الحضارات لسنة 2011. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في مداخلته أن "ثلث النزاعات العالمية تتضمن مكونا ثقافيا" ،وأن الحوار بين الثقافات وبين الأديان، وهو هدف منتدى تحالف الحضارات، يشكل أداة من شأنها أن تمكن من تجاوز غالبية هذه النزاعات. وأضاف السيد بان كي مون أن أي مسلسل للسلام يتطلب مشاركة الجاليات والشباب، وكذا مجهودات كبيرة في مجال التربية بهدف تعزيز التقارب بين الثقافات والأديان، مشيرا إلى أنه "يتعين علينا محاربة التصورات النمطية والأفكار الجاهزة التي تفصل بين الثقافات وأن نظهر للشباب وجود أكثر من طريقة لرؤية الأشياء". وتميزت أولى المداخلات بالإشارة إلى الملف النووي الإيراني، وهو إحدى النقاط الرئيسية التي تناولها الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي. وصرح السيد لولا دا سيلفا، في هذا الصدد، أن الأسلحة النووية تنتمي إلى "عهد بائد" وأن "الطاقة النووية يجب أن تكون أداة للتنمية وليس تهديدا"، مضيفا أن البرازيل "تراهن على الوفاق الذي يسكت طبول الحرب، ويستثمر في الأمل". وخلال تناوله للموضوع ذاته، اعتبر رئيس الوزراء التركي أنه يتعين على القوى النووية "إزالة" أسلحتها لإعطاء القدوة والإقناع أكثر في مطالبها. وقال إنه "لن يكون لنا سلام عالمي في ظل انتشار الأسلحة النووية"، مذكرا بأن بلاه والبرازيل، اللذين توصلا مؤخرا إلى اتفاق مع إيران، لا يمتلكان أسلحة من هذا النوع. ويشارك في منتدى ريو دي جنيرو عدد من رؤساء الدول والحكومات وكذا الأمينان العامان للجامعة العربية ومنظمة الدول الأمريكية وممثلين عن المجمتمع المدني. ومثل إسبانيا، أحد داعمي التحالف إلى جانب تركيا، وزير خارجيتها، السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي ركز في مداخلته على مكافحة الكراهية والعنصرية من خلال الحوار، محذرا من "التوترات الثقافية" التي يمكن أن تنشب بسبب الأزمات الاقتصادية الشاملة. واعتبر أن تحالف الحضارات يمثل عملا نموذجيا لمكافحة اللاتسامح والعنصرية والكراهية وكافة أشكال التعصب، مبرزا أن هذه الخطوة يتعين أن تبرهن على أن الحوار بين الثقافات والديانات يمكن أن يكون مصدرا للتنوع والغنى". وأبرز وزير الخارجية الإسباني في هذا الصدد تعزيز تحالف الحضارات مؤخرا من خلال انضمام الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى "مجموعة أصدقاء التحالف"، الذي يضم أكثر من مائة بلد.