أعلن الجيش الأمريكي أنه ألغى دعوة الى مبشر مسيحي للتحدث خلال مراسم صلاة في البنتاغون الشهر القادم عقب ضجة أثيرت بشأن إشارات منه الى الاسلام على أنه دين عنف، بحسب تقرير إخباري الجمعة 23-4-2010. وذكر فرانكلين غراهام، وهو ابن المبشر الشهير بيلي غراهام، في بيان انه يأسف لقرار الجيش وسيواصل الصلاة من اجل القوات الامريكية. وأثارت الدعوة ردود فعل شديدة بما في ذلك من جماعة مسلمة امريكية بارزة قالت إن ظهور غراهام أمام أفراد وزارة الدفاع يبعث برسالة خاطئة مفادها أن الولاياتالمتحدة تخوض الحروب في البلدان الاسلامية. وكان غراهام قد قال في مقابلة في العام الماضي مع محطة “سيانان” الإخبارية التلفزيونية إن “الاسلام الحقيقي” عنيف جداً بحيث يتعذر تطبيقه وممارسته في الولاياتالمتحدة. وتابع “لا يمكنك أن تضرب زوجتك لا يمكنك أن تقتل أبناءك اذا كنت تعتقد أنهم ارتكبوا الزنا أو شيئاً من هذا القبيل الذي يمارسونه في تلك البلدان الأخرى”. وقال “أنا لا أتفق مع تعاليم الإسلام هذه وأرى أنه دين عنيف للغاية”. وأكد الجيش أنه لم يوجه دعوة الى غراهام الى حدث 6 أيار (مايو) الذي ينظمه مكتب القساوسة بالبنتاغون، وأن الدعوة وجهتها اليه منظمة “اليوم الوطني لمهام الصلاة” الخاصة ومقرها كولورادو. وقال الكولونيل توم كولينز وهو متحدث باسم الجيش “فور أن علمت قيادة الجيش ان غراهام سيكون متحدثاً في هذا الحدث أدركنا على الفور ان هذا الامر ينطوي على متاعب، وأضاف “الامر الاساسي هنا انه حضوره سيكون غير ملائم فتصريحاته السابقة لا تتسق مع حدث يركز على تعدد العقائد والشمولية”. ومن جانبه، تقبل غراهام القرار قائلاً في بيان “سأواصل الصلاة بأن يهبهم الله الهداية والحكمة والحماية ماداموا يخدمون هذا البلد العظيم”. ووصفت جماعة “اليوم الوطني لمهام الصلاة” قرار البنتاغون بأنه يأتي في اطار “الاعتداء على الحرية الدينية والمؤمنين” مدفوعاً في ذلك بجماعات تشمل الحكومة ووسائل الاعلام، وقالت مستشهدة بمعارضة “مجموعة صغيرة من الرافضين” إن “البنتاغون الذي يمثل أقوى جيش في العالم ذاب مثل الزبدة وسحب الدعوة”. وسعى الرئيس باراك أوباما والجيش مراراً الى طمأنة العالم الاسلامي بأن الحرب الامريكية على المتمردين في العراق وأفغانستان ينبغي ألا ينظر اليها على انها حرب على الاسلام. وكان الرئيس السابق جورج بوش قد اجج هذه المخاوف بعد وقت قصير من هجمات 11 من ايلول (سبتمبر) على نيويورك وواشنطن في عام 2001 عندما أشار الى حربه على الارهاب على انها “حملة صليبية”، وهي تصريحات أعادت الى الاذهان صور الفرسان الصليبيين وهم يهاجمون مدناً مسلمة في العصور الوسطى.