تفاقمت الاضطرابات التي طالت حركة الملاحة الجوية في مجمل القارة الأوروبية مع اتساع رقعة سحابة دخان بركان ايسلندا، حيث أغلقت دول عدة مجالها الجوي وعلقت رحلات الطيران من مطاراتها، وسط توقعات باستمرار هذا الوضع لعدة أيام. شهدت حركة الطيران اضطرابات كبيرة الجمعة، مع زيارة أعداد المطارات الأوروبية والمجالات الجوية التي أغلقت بسبب انتشار سحب الرماد البركاني المتصاعدة من نشاط بركاني في ايسلندا. ومن المتوقع حسب المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية “يورو كنترول” أن تبقى حركة الملاحة الأوروبية “مضطربة بشكل كبير” السبت. وبحسب جمعية مديري النقل الجوي “كانسو” من المنتظر أن تستمر هذه الاضطرابات على الأرجح “عدة أيام”. وتنبأت “يورو كونترول” بأن تنتشر سحابة الرماد البركاني لتصل إلي شمال إيطاليا والبلقان وعدد من الدول الأوروبية. ومددت هيئة الملاحة الجوية البريطانية القيود المفروضة علي حركة الطيران في المجال الجوي البريطاني إلى السبت على الأقل. وأوضحت الهيئة أن سحب الرماد البركاني مازالت منتشرة في معظم أجواء بريطانيا. بينما أعلنت سويسرا اعتزامها إغلاق مجالها الجوي أمام حركة الطيران من منتصف الليل وحتى صباح السبت. كما أغلقت هيئة سلامة الطيران النمساوية المجال الجوي في البلاد مساء الجمعة، في خطوة وقائية وهي نفس الخطوة التي اتخذتها المجر استجابة لتحذيرات الجهاز الوطني للأرصاد الجوية في البلاد. ميركل تضطر للمبيت في لشبونة وهبطت طائرة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اضطراريا الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونه في طريق عودتها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الرماد البركاني أرغم طائرة تقل المستشارة الألمانية على التوقف في لشبونة، حيث تم إجراء التجهيزات اللازمة ليقضي ال 60 راكبا الذين كانوا على متن الطائرة الليلة في لشبونة. بينما ألغى وفد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة زيارة إلى كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية ، بسبب سحب الرماد البركاني المتصاعدة من نشاط بركاني في ايسلندا. استمرار نشاط البركان والصحة العالمية تحذر البركان الذي يقع قرب نهر ايجافجالاجوكول الجليدي في مكان يبعد 120 كم شرقي العاصمة الأيسلندية ريكافيك بدأت ثورته في وقت سابق هذا الأسبوع ويقذف موجات من الرماد والبخار تحولت إلى سحابة هائلة من شأنها الإضرار بمحركات الطائرات. وقالت خبيرة الفيزياء الأرضية بيرجثورا ثوربيناردوتير من مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندية:”لا يمكننا التنبؤ بالمدة التي قد يستغرقها ثوران البركان”، وأضافت إن نوبات ثورانه تزيد وتقل. من جانبه قال خبير الأرصاد آرني سيجورديسون إنه لا تزال هناك مؤشرات تدل على أن الرياح الشمالية الغربية لا تزال تطلق عمودا من الدخان من الثورة البركانية. وقد تغير الرياح في وقت متأخر اليوم الجمعة، اتجاهها صوب الشمال، ما يشير إلى احتمال انتقال تأثير سحابة الرماد البركاني نحو المحيط الأطلسي جنوب آيسلندا. وبلغ ارتفاع السحابة في بعض الأحيان إلى تسعة وعشرة كيلومترات وهو الارتفاع الذي تطير عليه الطائرات في رحلات عبورها المحيط الأطلسي. من جهة أخرى أعلنت الجمعة منظمة الصحة العالمية أن سحب الرماد البركاني المتصاعدة من البركان يمكن أن يكون لها تأثيرات صحية ضارة على سكان أوروبا إذا اقترب الغبار البركاني من الأرض. وقال مسئول المنظمة، ديفيد إبستين: إنه في حال اقتراب الغبار من الأرض عندئذ يتعين على المرضى الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي ومرضى الربو البقاء في منازلهم” كما هو الحال مع أي حادث تلوث آخر”.