انتشرت مؤخراً برامج الاستعراض التلفزيونية التي تقوم على المنافسة وتقليد شخصيات معروفة بشكل كاسح في صفوف الشباب، وهوا أمر يؤثر بشكل سلبي على تكوين شخصية هؤلاء وعلى تحصيلهم الدراسي وفقا لأهاليهم وآراء العديد من الخبراء. تعد برامج الاستعراض التلفزيونية القائمة على المنافسة، أو ما يسمى كاستنغ شو / Castingshows من أنجح البرامج التلفزيونية. وتستقطب الكثير من المشاهدين في كافة أنحاء العالم، وتتميز هذه البرامج بأنها متشابهة، فإذا ظهر برنامج منها على سبيل المثال في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن برامج مماثلة سرعان ما تُقدم في بلدان أخرى كلبنان ومصر وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم برامج الاستعراض التلفزيونية تقوم على أساس المنافسة بين عدد من المشاركين، وغالباً ما يكون الفوز فيها من نصيب شخص واحد منهم. وأصبح الحديث عن هذه البرامج حديث الساعة بين الشباب هذه الأيام. و يشتد هذا الحديث أحيانا إلى نقاش حاد أو حتى شجار بين المشاهدين. في الوقت ذاته أصبحت هذه البرامج مصدر إزعاج للكثير من للأهالي، حيث يترقب أولادهم بدءها ساعة بساعة على حساب واجباتهم المدرسية كما يرى الأهالي. “ألمانيا تبحث عن نجم”، قبلة الشباب وفي ألمانيا يعتبر برنامج ” ألمانيا تبحث عن نجم” من أكثر برامج الاستعراض التلفزيونية شهرةً بين الشباب، حيث يشاهده أكثر من ستة ملايين شخص معظمهم من هؤلاء. وتعتبر هانا (13 عاما) وبيلن (12 عاما) وهما طالبتان في المدرسة الثانوية في ألمانيا، مشاهدة هذا البرنامج أمر ممتع للغاية، وتعد هاتان الفتاتان العدة في المساء الذي يعرض فيه البرنامج بتجهيز الطاولة بالحلويات والفطائر من أجل جعلها أمسية خاصة. تقول هانا إن معظم زميلاتها في المدرسة يشاهدنه، كما يجري الحديث كل يوم أثنين في حصة الفن عما شاهدن من برامج في عطلة نهاية الأسبوع، وخاصة برنامج “ألمانيا تبحث عن النجم”، وفي هذا الإطار تناقش الفتيات مستوى أداء الأشخاص الذين تنافسوا فيه. نجاح برامج الاستعراض مرتبط بالعزوف عن السياسة تشهد برامج الاستعراض منذ عقدين رواجاً بين الشباب، لاسيما الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة و الثانية والعشرين، كما تؤكد مايا غوتس، الخبيرة في الأعلام التربوي. وتبين غوتس في دراسة تقوم بها حول تأثير هذه البرامج على الشباب أن الكثير منهم يقوم بتقليد نجوم هذه البرامج، مما يؤثر بالتالي في بناء شخصية هؤلاء. وينظر الشباب إلى القضايا اليومية، كالسياسة والاقتصاد على أنها من الأشياء المملة، وفي هذا السياق تلعب الظروف التي يشهدها العالم اليوم، كالأحداث السياسية و عدم الاستقرار الاقتصادي دوراً في عزوف الشباب عن التفكير بهذه القضايا والالتجاء إلى الأمور الأكثر تسلية. ومن هنا يعتبر هؤلاء على سبيل المثال ارتداء الملابس ذات الماركات التجارية الغالية أمراً أكثر أهمية، لان ارتدائها يجعل المرء أقرب إلى النجومية، لاسيما وأن الكثير من برامج الاستعراض تقوم على الموضة. وينتقد الكثير من الناس هذه البرامج متهمين إياها بالسعي الأعمى وراء الربح بغض النظر، عما إذا كانت تضر أخلاقياً بالمشاهدين أم لا. في حين يدافع مروجي هذه البرامج عنها بقولهم أنها تعكس ما يجري على أرض الواقع فيما يتعلق بالمنافسة واهتمامات الشباب. وبالرغم من هذا الهوس ببرامج الاستعراض، إلا أنها لم تثني الكثير من الشباب عن التفكير بمستقبلهم. تقول هانا أن الحصول على وظيفة جيده في المستقبل يأتي في قمة أولوياتها، أما بيلن فتقول أنها تريد الذهاب إلى الجامعة في المستقبل. الكاتب: كريستينا بايريت/ محمد السراي