اسطنبول: تشهد العلاقات التركية الاسرائيلية توترا غير مسبوق بعد أن دانت إسرائيل بشدة ما وصفته ب “تطاول” رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على إسرائيل من خلال التصريحات التي أدلى بها في أنقرة بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والتي اتهم فيها إسرائيل باستخدام القوة المفرطة بحق الفلسطينيين. وبرغم التسريبات حول مساعي التهدئة فقد اتسع نطاق التوترات بعد استدعاء السفير التركي في تل أبيب ومحاولة إهانته باجلاسه على كرسي أقل ارتفاعا من غيره وعدم وضع العلم التركي إلى جانب العلم الإسرائيلي على الطاولة. وهي خطوة قابلتها تركيا بالمثل وإن لم تكن بنفس الطريقة فاستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإسرائيلي في أنقرة لتوبيخه دون أضواء إعلامية. رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان رد على الانتقادات التي وجهتها إسرائيل لبلاده بالتأكيد على أن تركيا سترد بالمثل على إسرائيل إذا واصلت مواقفها ضد تركيا مشيرا إلى أن بلاده لا يمكن أن تتساهل مع أي بيان إسرائيلي بدعوى أنه صدر عن حزب متطرف. فيما قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو الموجود حاليا في لندن أن العلاقات التركية الاسرائيلية لا يمكن أن تتغير إلا إذا تبنت إسرائيل سياسة سلمية تجاه المنطقة مشيرا إلى أن بلاده بذلت جهودا كبيرة من أجل السلام في المنطقة لكن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي دمر أرضية السلام. كما بلغت الأزمة ذروتها عقب انتقاد إسرائيل تركيا لبثها مسلسلا تلفزيونيا يصور اليهود على أنهم خاطفو أطفال ومرتكبو جرائم حرب ما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين. في هذه الأثناء تمسك رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بوعده بمقاطعة أعمال منتدى دافوس الاقتصادي بعد حادثة مشادته الشهيرة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على هامش المنتدى العام الماضي. إلا أن العديد من المراقبين السياسيين يؤكدون على أن السياسة الخارجية التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002 شهدت تحولات سياسية لاسيما إعادة النظر في أولويات هذه السياسة والتي كان من أبرز معالمها الحد من العلاقة مع إسرائيل وإعادة الاعتبار للعلاقة مع الجوار العربي والاسلامي. وشهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في الاشهر الاخيرة توترا بعد الانتقادات غير المسبوقة التي وجهها رئيس الوزراء التركي إردوغان إلى إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة. ويبدو أن التوتر في العلاقات التركية – الاسرائيلية آخذ في التزايد رغم محاولات الجانبين التقليل من أهميته وقد كشفت العلاقات المتوترة بين البلدين عن نفسها بصورة واضحة بعد منع أنقرة مشاركة إسرائيل في مناورات نسر الأناضول الصيف الماضي. ومن الواضح أن تدهور العلاقات التركية – الاسرائيلية سيترتب عليه المزيد من التداعيات على حسابات الفرص والمخاطر بالنسبة لكلا البلدين وعلى سبيل المثال فإن أنقرة ستواجه مخاطر انقطاع التعاون العسكري – الامني مع إسرائيل حيث تتضمن علاقات أنقرة وتل أبيب العديد من الاتفاقيات الهامة ومن أبرزها الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي مازال الكثير منها يحمل طابعا سريا ويعتبر من المحرمات والممنوع مطلقا المساس بها أو التعرض لها بشكل علني لا بواسطة الاعلام ولا بواسطة السياسيين الأتراك