من المؤكد أن بيتهوفين وباخ وتشيكوفسكي لم يتخيلوا يوماً أن موسيقاهم ستكون سلاحاً في “حرب” دارت رحاها على مدى ال48 ساعة الماضية بين سكان “كفار فراديم” اليهودية وعدد من البلدات العربية المجاورة لها في المنطقة الشمالية من أراضي 48. إنها “حرب” أخرى بين اليهود والعرب ولكنها هذه المرة مختلفة، فهي ليست بالأسلحة ولا بالمظاهرات والاحتجاجات والمواجهات وإنما بالموسيقى والغناء. فقد أعرب السكان اليهود عن تذمرهم الكبير من الموسيقى والأغاني العربية الصاخبة المنبعثة من الأعراس في عدد من القرى والبلدات العربية القريبة من بلدتهم ، وقالوا إنها تزعجهم وتمنع أولادهم من النوم. ويزعم السكان اليهود أنهم يعانون من هذه المشكلة منذ فترة طويلة، وقد حاولوا بشتى الطرق من أجل وضع حد لهذه الظاهرة، حتى إنهم توجهوا إلى وجهاء بعض البلدات للوساطة، ووصل بهم الحد إلى تقديم شكاوى في مراكز الشرطة، ولكن هذا كله لم يشفع لهم بالتصدي “للحرب الضروس” التي “يشنها” العرب عليهم. وبعد تأزم الوضع النفسي لسكان القرية اليهودية قرروا يوم الجمعة الماضي نصب سماعات كبيرة في مختلف أرجاء بلدتهم وبث موسيقى كلاسيكية عبرها بصوت مرتفع، من ساعات المساء حتى منتصف الليل، بحيث يصل صوتها إلى البلدات العربية، كرد فعل على إطلاق الأغاني منها. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” التي أوردت الخبر، قول أحد السكان اليهود “الوضع لا يطاق. الموسيقى تزعجنا في كل مساء خاصة في نهاية كل أسبوع، ولم نكن نستطيع النوم وكان أولادنا يستيقظون. وبما أن الصيف هو موسم أفراح، فلا يقتصر الأمر على الموسيقى وإنما يرافقها أيضاً مفرقعات وألعاب نارية مزعجة”. وأضاف: “بعد أن جربنا كل شيء قرر بعض السكان بأن الرد الأفضل يكون أحياناً ببث موسيقى كلاسيكية بصوت عال، ومن هنا تم اختيار مقطوعات لبيتهوفين، باخ وتشيكوفسكي. نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت إلى جيراننا. ليس لدينا شيء ضد الموسيقى التي يبثونها، خاصة أنهم يضعون أحياناً أغاني أصيلة لأم كلثوم وفريد الأطرش، ولكن عليهم أن لا يُسمعوها بصوت عال”. ونقلت الصحيفة قول احد السكان العرب إنه “يتفهم الأزمة التي يعانيها الجيران”. وذكر أنه سمع صوت الموسيقى الكلاسيكية المضادة ووجدها جميلة، “لكنها ليست الحل الأمثل للمشكلة، ولابد من حل مريح للجميع”. (العربية نت)