تضاربت الأنباء بشأن كيفية تحطم طائرة ركاب أثناء الهبوط في مطار مشهد شمالي إيران يوم أمس الجمعة ومقتل 17 شخصا وإصابة 23 آخرين بجروح ممن كانوا على متنها، إذ قالت بعض التقارير إن الطائرة انحرفت عن المدرج وارتطمت بجدار قُبيل الحادث، بينما تحدثت أُخرى عن اندلاع النيران فيها لحظة ارتطامها بأرض المطار. انحراف وارتطام فقد ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طائرة إليوشن روسية الصنع من طراز (I1-62)، وهي مستأجرة من قبل شركة “أريا تورز” الإيرانية من كازاخستان، انحرفت عن مدرج المطار واصطدمت بجدار مجاور عندما كانت تحاول الهبوط في مطار مشهد لدى وصولها من العاصمة طهران. وقد أظهر لقطات تلفزيونية مقدمة الطائرة المنكوبة، وقد تضررت بشكل بالغ. ونقل التلفزيون عن علي الخاني، مدير دائرة الطيران المدني في إيران، قوله إن الحادث نجم عن خلل في العجلات الأمامية للطائرة التي قُتل قائدها في الحادث و13 من أعضاء الركب الطائر، تسعة منهم من كازاخستان. وأضاف الخاني قائلا: “يبدو أن قائد الطائرة حاول الهبوط بينما كانت سرعة الطائرة ما تزال عالية.” “اندلاع نيران” وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن النيران اندلعت على متن الطائرة قُبيل تحطمها. فقد نقلت وكالة إيرنا الإيرانية الرسمية للأنباء عن كهرمان رشيد، وهو مسؤول محلي إيراني، قوله إن النيران اندلعت في الطائرة، ومن ثم خرجت عن مدرج المطار. وقال رشيد: “لقد تم إخلاء كافة القتلى والجرحى والركاب من الموقع، كما تمت السيطرة تماما على النيران في الطائرة المنكوبة.” تحطم كامل وظهرت الطائرة في مشاهد عرضها التلفزيون الإيراني، وكانت محاطة بسيارات الإسعاف، بينما تحطمت غرفة القيادة فيها تماما. هذا ولم يُعرف بعد سبب تحطم الطائرة التي كانت تقلُّ على متنها 153 راكبا، لكن بعض وسائل الإعلام الإيرانية نسبت إلى مسؤولين في مطار مشهد قولهم إن خللا فنيا كان وراء الحادث. من جهة أُخرى، قال محمد رضا معطي، وهو مسؤول في قسم مساعدات الطوارئ، إنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات مدينة مشهد التي تُعد إحدى المدن المقدسة لدى الشيعة. وقال معطي: “إن بعض المصابين في حالة سيئة.” شاهد عيان من جهة أُخرى، نقل التلفزيون المحلي عن أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة لحظة وقوع الحادث قوله: “لقد شعرنا بأن الطائرة بدأت تسير على أرض غير مستوية بعد الهبوط. وبعد فتح مخارج الطوارئ، لم يجرؤ أحد منا على القفذ منها، وذلك لأن الارتفاع كان عاليا جدا. ولذلك، فقد تجمعنا فوق جناح الطائرة.” ويأتي هذا الحادث بعد عشرة أيام فقط من تحطم طائرة إيرانية أُخرى ومقتل جميع الأشخاص ال 168 الذين كانوا على متنها. يذكر أن سجل سلامة الطيران في إيران حافل بالأحداث، خاصة وأن الشركات الخاصة والحكومية تستخدم طائرات قديمة بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي المفروض على طهران، إذ تواجه شركات الطيران صعوبة في الحصول على قطع غيار لطائراتها.